![]() |
من اي قبيله انت؟
اخواني واحبائي اعضاء منتدى بني عزيز اعجبني هذا المقال وحبيت ان اطرحه للحوار الكاتب محمد احمد الحساني/صحيفة عكاظ من أي قبيلة.. أنت؟!علقت إحدى الصحف في تحقيق صحفي نشر قبل أيام على ظاهرة انتشار التعصب القبلي في مدارس التعليم العام حتى سأل طالب معلمه عن قبيلته وكان الذي يهمه ويعنيه في المعلم ان يكون من قبيلة أصيلة؟! وعملًا بقول الشاعر العربي: وينشأ ناشئ الفتيان فينا / على ما كان عوَّده أبوه فإن الإنسان لا يستطيع أو أنه ليس من حقه لوم الطلاب الصغار على تنامي المشاعر القبلية في صدورهم، وليس المقصود هنا الاعتزاز الحميد المقبول بالنسب الصالح، ولكن ما تجاوز ذلك إلى الغطرسة والكبر والتعالي على الناس لأنهم من قبيلة يرونها أقل قدرًا أو لعدم الارتباط بقبيلة، وبدلًا ان يكون المعيار هو التقوى والصلاح والعمل والعطاء أصبح المعيار هو الحسب والنسب فقط لا غير! نعم إن الإنسان لا يستطيع لوم الصغار على نعراتهم البريئة إذا ما علم أنهم غُذوا بها من خلال العديد من البرامج ووسائل الإعلام ففي صفحات الشعر الشعبي تختفي لغة القرآن وترتفع لغة القبيلة، وفي المهرجانات وفي مسابقات مزايين الابل، وشاعر المليون وظفت فيه العصبية وكانت حسرة عدم الفوز على القبيلة لا على الوطن، وأصبح هناك عدة قنوات فضائية لشعراء الرد والردح ومعظمها يدعو إلى العصبية، وأصبح لقب شاعر الوطن يطلق على كل من هب ودب من شعراء الشعر الشعبي وأخذ أساتذة جامعات مصابون بهذه النعرة يدعون إلى تقرير الشعر الشعبي على الأبناء مادة دراسية في الجامعات ليزيدهم عمى على عماهم، وأصبح هذا النوع من الشعراء يشاركون في حفلات زفاف القبيلة مقابل آلاف الريالات ويزفون وكأن الواحد منهم وريث “المتنبي” عند دخولهم إلى قصر الأفراح وأصبح الذين لا يملكون كتابة هذا النوع من الشعر يدفعون لمن يكتب لهم عشرات الآلاف مقابل القصيدة الواحدة مما يجعل جريرًا يتحسر في قبره والفرزدق يتدلى من مئة قامة! وبعد ذلك كله نَلوم صغار التعليم العام على ما اكتسبوه من تعصب ونود أن نقرأ في عيونهم صورة الوطن؟ |
إننا أمة تؤثر فينا تقاليدنا وموروثاتنا الاجتماعية وأعرافنا تأثيراً كبيراً، حسنها وسيئها، فقد ورثنا إلى جانب المروءة والشجاعة والكرم، العصبية القبلية التي تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى. حيث أضحت تصنيفاً اجتماعياً قاسياً يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية في الزواج والعمل والتعليم، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع، وبعد أن ودعنا زمان الاقتتال والحروب بين قبائل يجمع بينها بلد واحد، ودين واحد، ولغة واحدة، إذا بنا ننقل المعركة إلى ميدان آخر، ميدان الحياة الاجتماعية، فهذا فلاني وذاك علاني، والثالث لا هذا ولا ذاك، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعطانا الحق في تقسيم الناس تقسيماً لم يقره هو سبحانه، ولم يسنّه لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت لنا شريعة أخرى غير شريعة الله وبتنا نخشى الناس والمجتمع أكثر من خشيتنا الله. واقتران العصبية القبلية بالجاهلية كاف لنبذ الناس لها ولكنها لا تزال فيهم تصديقاً للحديث الشريف: (ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام. . . ) وذكر منها (دعوى الجاهلية يا آل فلان يا آل فلان).
وما ورد في القرآن الكريم والسنّة الشريفة من آيات وأحاديث كثير ومستفيض كما ذكرنا، لأن العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس هي إحدى الأسس التي قامت عليها الدعوة الإسلاميّة، فساوى الرسول ً بين عبيد مكة وأشرافها، وأغنيائها وفقرائها، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وبين العرب ومواليهم من الأحباش والفرس والروم، ودروس السيرة النبوية في ذلك كثيرة، ويكفي حديث (سلمان منّا آل البيت). ليس خطأ أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه، ولكن الخطأ أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر أو يتخذ ذلك سبباً للتعالي والتكبر على الآخرين أو التفريق بين عباد الله المسلمين وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب. ليس محموداً للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده فمابالك بما ليس من كسبه ومالاجهد له فيه ؟! مامعرفة الشخص لنسبه إلا نعمة خالصة من الله فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني ولوشاء سبحانه أن تولد ابن فلان من الناس لنَفَذَتْ مشيئة الله، إذاً فالنسب نعمة تستحق الشكر لاالفخر ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال: ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ) (أخرجه ابن ماجه)، وقبل ذلك قول الله تعالى: {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فالله سبحانه يقول (لتعارفوا) وليس لتفاخروا وتعاظموا. فليس عيباً أن يعرف الإنسان نسبه حتى يتحقق التعارف بين الناس شعوبهم وقبائلهم، ولكن العيب أن يكون ذلك مدعاة للتعاظم والتعالي على غيرهم. فمابال أقوام ينحون هذا المنحى ويدعون بهذه الدعوى والله سبحانه قد وضع الميزان الذي لايختل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)؟! لذلك لابد ان نفخر بما نفعلة نحن ونقدمة للمجتمع وتحياااااااااااااااتي لك الطريس |
ابن حافل
مشكور على المرور كلامك عين الصواب كثر الله من امثالك ووفقك الله |
اخوي الطريس
بارك الله فيك وجزأك خير علي الطرح الأكثر من رائع وموضوع في غاية الأهمية والأبدع ويستحق الوقوف لأجله والأخ ابن حافل ما قصر تكلم عن جميع ما كنت ارغب المداخلة به ولا تنسى أنا من أمرنا الله بالأقتدى به والتأسي به وهو نبينى المصطفي صلوات الله عليه وسلامه انه في أشد المواقف أنتخى بأصله وتفاخر به وقال انا ابن عبد المطلب انا النبي لا كذب , مع ان الله أعطاه ما هو اكبر من أصل جميع البشر وهي الرسالة نبي الله الخالق للكون كله وأشكرك أخوى الطريس علي الأبداع والتميز ومواضيعك الأكثر من رائعه واصل عزيز |
الاخ واصل عزيز
مشكور على المرور والتعليق على الموضوع بارك الله فيك وكثر امثالك |
الطريس موضوع يستحق الوقوف عنده كثيرا ولااكن الاخ ابن حافل ابدع ووفى في الرد والنقاش برد مميز ووافي الله يجزاكم خير .
يجب ان نعلم انفسنا واولادنا حب الاخرين وتقديرهم وعدم الطعن بهم |
الساعة الآن 10:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
"جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى "