مما لا شك فيه أن إنتزاع المعلومة ـ في ظل عدم شفافيّة ـ سوق المال السعودي أمر صعب للغاية ، بل أنه حتى تسّرب معلومة أو خبر ـ ولو صغيرـ عما يحاك في مجلس إدارة شركة أو تحرك صندوق بنك أو توجه مضارب أو عزمٍ مجموعة مُضاربين ... لَزَم ـ المُستفيدِينَ وهم قلَّة ـ تقديم تنازلاتٍ معنويَــة و مادية ثمناً لذلك والعياذ بالله !! وعلى أثرِ الضبابية الدائمة تلك ، ظهرعلى الصعيد الاقتصادي الإعلامي بفئاتِــه أو على المُستوى الإنترنتي ( الأكثَر شعبيةً الآن ) من أوجد من نفسه الوصي ذي المصادر ، حتى أضحى كثير يُشارك في : التحليل ـ التوصية ـ الإستئثار بالرأي ، مواكباً لذاك بروز أسماءَ أتت في أوقاتٍ عصيبَة فأنارَت الطريقَ لكثير بل وساعدتهم على إتخاذ قرارٍ صائب مما أكسبها ذلك الزخم لدن عامة المتابعين .. ولكن .. ماذا بعد ذلك .. وماذا بعد السقوط المرير للسوق بشهرِ " فبرايـــر " وما تلاه !! وفيمَ يُعدُّ الأخير إمتداداً وإن كبُرَ مداه لجزئية " إنعدام الشفافية والوضوح " : لماذا لم نجد من يضع يده ـ سيّما ذوي الخبرة ـ على وضعيّة السوق ومُسبِّبات ما حَدَث بعيداً عن الاجتهاداتِ الفرديَّة ولأسماءٍ ( خَبَت وتوارت ) بعد ذاك الإنهيار ؟!! وماذا يتوَّجب على الآخرين أن يعملوه إحترازاً في ظلّ ( المُفاجآت القادِمة لا سمحَ الله ) بعد أن تعايشوا مع آلامٍ لم تُنسَ.. حتى اللحظة ؟!! ولعلّنا لا نُبالغ إن ذكرنا بأن السوق إعتمد كثيراً على التحليلِ النفسي بشكلٍ مُباشرٍ و..كبير في حين أضحى السوق ( إن كان أساساً بمأمَن ) بلا أدنى موثوقيّة ! بل قد خُيّل للكثير بأن السوق أضحى للكثير مأزقاً كبيراً يريد فقط المتداول منه الخروج ولو برأسماله بعد أن عاش أوهام أرباحٍ .. وأضحت المُعادلة : إجتهاداتٌ آنية من جُلِّ المُتداولين قد تتوافق و ما يدور في مُعترك السوق .. وأسرار استفادَ منها قلة من مُقربين من نافذي الأخبار.. في حينِ أتى دور محللي الأداء الفني ـ لا الأساسي والذي ظلَّ للأسفِ مُغيَّباً ـ باهتاً وإن اجتهدوا ولم يُحالفهم التوفيق كثيراً سيَّمـــا وقد إستنفذوا جميع عباراتهم الشرطية إذا وإن ومتى !! إذا ً بإمكاننا الخلوص إلى فكرةٌ مفادُها أن السوق بتقلّباته أوجد حالةُ من الفراغ الإستشاري لم يملأها ( ولو بنسبةٍ معقولةٍ ( كتّاب الخبرة والإستشارة ومُحللي الفضائيات دونما بناءٍ حقيقي ، صريح لآلية صحيحة لأداءٍ واضح المعالم لسوقٍ بحجم السوق السعودي . ولعلنا هنا نُلفت الإنتباه إلى وجوب وضع آلية جديدة ـ من قبل المعنيين بالأمرـ لظهورإعلامي لمُحللين أكاديميين مُختصين مُرخص لهم بديلاً عن ذاك الغُثاء اليومي الذي نراه ! فقد كانت إفرازات السوق وتبعاً لتقلّباته ثقيلةً ، وكان علينا توخّي الحرص لا السيرَ خلف أفكار الآخرين والإنقياد لكلِّ ما يُلاكُ هنا وهنالِك من إشاعاتٍ أثَّرت بشكلٍ مُباشر على قراراتِ ذلك المُستمع بشغف بصالاتِ التداول والذي وبدوره ينقلها بأمانةٍ وـ بدون ـ ليراها الملأ على المُستوى الإنترنتي ! .. ونصيحتي دوماً لمن أراد الله له التعايُش مع هكذا سوق أن يستعين بالله وأن يُحاوِلَ بقدر جهده البحث عن الفرص الاستثمارية والتي تمرض ولكن لا تموت وسيأتيها دورها السعري المُعادل لأدائها وكذلك البحث عن الفُرص المُتمثِّلة في النمو المُتوقَّع نتاج إحتياجٍ إقتصادي لدولةٍ مُقبلة على طفرَة كبيرة بحول الله . بندر بن حمد الماضي - الرياض Bander05@hotmail.com