لا أذكر يومًا مَضى بدون أن أُفكر فيك , لا أذكر أنني اخترتُ شيئًا أو أبديت رأيي بشيء بدون أن أقول في داخلي " هكذا كان يُحبّ ! " لا أذكر أنيّ قرأت شِعرًا , أو سمعِتُ أُغنية .. إلا و مرّتني ذِكرى مِنك , أنا لستُ إلا الكثير مِن الأرواح الخالية التي تسكن الفراغ ! مِن المُحزن حقًّا أن أكثر الأشياء التي تُؤثر عُمقًا فينا , هي تلكَ الأشياء التي لا نعرف كيف نحكي عنها لا نعرف كيف نقولها كاملة , مثل شعوريّ تجاهك ! لقد كانَ بالإمكان أن نقف طويلا وسط هذه العاصفة , كانَ بإمكاننا معًا أن نعبر من فوق كلّ هذه الجراح ونتخطى الواقع إلى ما وراءه , كانَ بإمكاننا أن نبقى طويلاً لولا أنّكَ فضلّت أن تنسحبَ مُبكّرًا ! أعلم الآن أنيّ انتهيتَ مِن حياتك , وأنيّ أصبحت ذاكَ الماضي الذي لن تلتَفت له لكنّكَ لازلتَ في حياتي , لن تنتهي مِنها, بدأتك وأنا أعلم يقينًا أنيّ لن أنتهيك , وأنيّ حتى لو أكملتُ بدونك فإنّكَ ستبقى بينَ عينيّ , و في قلبيّ , في حديثي الذي أواريكَ فيه , في أُغنياتي , في طموحيّ , في انتظاريّ العقيم أعلم أنيّ سأجدكَ في صباحاتي الرماديّة , في كوب قهوتي , في قراءاتي المسائية . سوف تكون الفصل الذي عبرنيّ , ليصنع لي حياة كاملة تُنجب فصولاً أُخرى , فصلٌ أذكركَ فيه , و فصلُ أشتاقك , وفصلٌ أدعيّ أنيّ نسيتك , و فصلٌ يحملنيّ فيه الحنين إلى ذكرياتك فأُغنيّك ! سأظلّ أُحبّك , و سأظلّ على يقين من الجانب الطيّب فيك , و أُدرك أكثر أنّكَ مُختلف للحدِّ الذي يجعلكَ لا تُشبه أحد . رُبما كانت مقطوعتي هذه لا تقول إلا شيئًا واحدًا : أنّكَ نبضيّ , و معجزتي التي لا تحدث مرتين . لن أنتهيك