الــزَّاهِــدُون * مطلع حرف ..// "الزاهدون في وصلِنا .. همُ الباقون." الذينَ سكنُواْ فيْ دَواخِلنــا .. دونَ أنْ نُبصِرَهمْ صبَاح مَساء .. همُ الباقون. الذينَ طمَستهمْ شُعاعاتُ الحياةِ عنّا .. وحَجَبهُم نوْرُ الحقّ في أعماقِهمْ أنْ يُلازِمونا .. هُمُ الأجمْل .. أولئكَ الذيْنَ تَوَسّطوا مِحرابَ الزُهدِ فيْ وصلِهمْ لناْ, وَاستباحُواْ الهَجْرَ فيِ سبيلِ الحِكمةِ ليبقوُا معنا فِي شراييِنِنا وَكّل أَنفاسِنا. الذينَ سَلبُونَا حقّنا في رؤيتِهِمْ, والحدِيثِ مَعهم, وَانْكَمشُوا فِي فضَاءاتِهمْ يُلمْلِموْنَ دُمُوعنا بِدَعوَاتِهمْ لَناْ, ويَجْلدونَ قُلوبَهم فيْ الصبرِ عنّا, لنهْنأَ فيْ حياتِنَا .. همُ الأقوى. الذينَ رسَتْ سُفُنُهم فيْ سَوَاحِلنا لحظةً عندَ مغِيبِ الشمْسِ يَصطَادُون أفرَاحَنا لِيأنَسوا بِها, وَيرمُونَ إليْنا بشباكِهمُ الملأْى درراً لنكْتسيْ بِها, وَيَغْمِزُونَ بطفولةٍ بريئة خصرَ الأيامِ التالياتِ بعوْدَتِهم إليناْ لِيخفّفوا عنّا طحَنَ العِراكِ في أرْواحِنا منْ بعدِهمْ .. همُ الأروع. أولئكَ الباقونَ معناَ .. فيْ حَياتِنا وبَعدَ المماتْ .. الذينَ رَموُا أنْفسهمْ في أحشائِنا نطفةً, ثُمّ عَلَقة, ثُمَ اكتملَ خَلْقُهمْ فِيْ رحم الأيام لحِيْنِ المَخاْضِ حَتى إذا أبصرُونا منْ حَولِهمْ صَرخُوا للحيَاة, ثُمّ استأسفوْنَا بِفِطَامٍ سَريع, وَغابُوا عنّا. الذينَ بَنَوا أحَلامنا وشيّدوها, ونَظموا قَصائِدَنا وأنْشَدُوها, وألهمُونَا قِصّةً فكـتبوها .. هُمْ منْ وضَعَوا لها النّهاياتْ .. الذينَ اقْتَسَمُوا مَعَنا أجْنِحة الفَراشْ, وَشَغبَ البراءَة, وَفاكهةَ السَعادةِ الحَقّة .. هُمُ الذّينَ بكيْنَاهُم اليَوَم، سنَبْكِيْهِمً في الغَد, وبعد الغد .. . الذينَ يغيبُونَ عنّا, همُ الحاضرونَ معنَا في كُلّ مكان, والبَاقُونَ معنَا بأنسِ طيفهمْ , والرّاكِبونَ معْنا في رَاحلةِ الأيام .. أولئكَ الزاهدُون فيْ وصَالهم لنَا ,, المنْتفِضُونَ بصلوَاتِهمْ, ونسكهِمْ , الذينَ آثروْا رَحيلهمَ عَناّ – عُنْوَةً - وقُلُوبهمْ لنا واجفة ,, أولئِكَ فقطْ - منْ نُحــبّ-
لا يوجد توقيع حاليا