بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :- ================================================== ====================== لعل أغلبنا لا يعرف من هو ( صافي بن صياد ) هو رجل من اليهود بدأت قصته مع النبي - صلى الله عليه و سلم - و عمره 12 سنة ------------------------------------------------------------- و طبعاً أغلبنا يعلم أن المسيح الدجال يعيش في وسط الناس و بعد فترة طويلة يظهر أمره و تخرج فتنته و أعطيكم هنا و بشكل سريع أغلب صفاته و أشهرها 1- يظهر أمره بسبب غضبة يغضبها 2- أعور العين اليمنى 3- ليس له نسب أي أن نسبه مقطوع فلا يكون له أحفاد 4- لا يدخل المدينة و مكة بينما يدخل كل بلاد الأرض 5- هو كافر و مكتوب ين عينه كافر و في روايات مكتوب بين عينيه كفر فكان يشك - عليه الصلاة و السلام - في ابن صياد بأنه هو المسيح الدجال و كان يرى شيء من علاماته فيه -------------------------------------------------------------- و ذات مرة كان ابن صياد مستلقي في أحد حصون اليهود في المدينة فرآه الرسول - صلى الله عليه و سلم - و كان معه وقتها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - و كان عمر يعلم بشك الرسول - صلى الله عليه و سلم - فبدأ - عليه الصلاة و السلام - يختفي وراء الأشجار و ينتقل من شجرة لأخرى ليقترب من ابن صياد الذي كان مستلقي على الأرض و يكلم نفسه بتمتمات و زمجره و عندما اقترب منه - صلى الله عليه و سلم - بدأ يحاول أن يسمع ماذا يقول ابن صياد بينه و بين نفسه و قبل أن يتفهم قوله خرجت أم ابن صياد فرأت الرسول - صلى الله عليه و سلم - فنبهت إبنها قائلة ًا صافي هذا محمد عندك فثار ابن صياد من مكانه فقال الرسول - صلى الله عليه و سلم - لعمر لو تركته لتبينت هل هو الدجال أم لا فدار الحوار التالي بينه - عليه الصلاة والسلام - و بين ابن صياد قال - عليه الصلاة و السلام - : يا صافي هل تشهد أني رسول الله فقال صافي بن صياد : أشهد أنك رسول الأميين ( أي رسول لا يقرؤون و لا يكتبون ) قالها إستهزاء ً فتابع صافي قوله : يا محمد أتشهد أني رسول الله فقال - عليه الصلاة و السلام - : آمنت بالله و رسله و تابع عليه الصلاة و السلام قائلاً : يا صافي لقد خبأت لك كلمة حاول أن تعرفها ( أي أن هناك كلمة في نفسي حاول أن تعرفها ) ففكر صافي ثم قال : الدخ الدخ فأسكته النبي - صلى الله عليه و سلم - بسرعة و انصرف فقال له عمر بن الخطاب : يا رسول الله ماذا خبأت له ؟ فرد عليه الصلاة و السلام : خبأت له كلمة الدخان فعرف نصفها فقال عمر : دعني رسول الله أقطع عنقه فرد عليه الرسول - صلى الله عليه و سلم - : لو كان هو الدجال فلن تسلط عليه ( أي أنك لن تستطيع قتله ) و لو كان غير ذلك فلا حق لك في قتله و هنا ظهر مدى شك النبي - صلى الله عليه و سلم - بابن صياد بأنه هو المسيح الدجال و قد انتشر هذا الأمر في المدينة كلها حتى بدأ الناس يشكون و يتيقنون إلى درجة أن عمر بن الخطاب كان يقسم بالله الذي لا إله غيره بأنه هو المسيح الدجال و النبي - صلى الله عليه و سلم - لا يرد عليه و لا يمنعه من ذلك --------------------------------------------------------------------------------------------------- و بعد وفات رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بفترة طويلة إلتقى عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - و معه نفر من الصحابة بصافي بن صياد في أحد أزقة المدينة و كان ممراً ضيقا ً فعندما رآه وجد عليه شيء غريب وجد أن عينه عوراء و العين اليمنى ( لم تكن عينه عوراء أيام الرسول - صلى الله عليه و سلم - ) فقال ابن عمر : متى فعلت عينك بك ذلك ؟ فرد ابن صياد : لا أدري فقال ابن عمر : لا تدري و هي في رأسك فرد ابن صياد : لو شاء الله لجعلها في عصاك فغضب ابن عمر فبدأ يضرب ابن صياد بالعصا حتى كسر العصا عليه و غضب ابن صياد من هذا التصرف حتى انتفخ و ملأ الممر الذي كانوا فيه فذهب ابن عمر مسرعاً إلى اخته حفصة زوجة النبي - صلى الله عليه و سلم - و أخبرها بالقصة التي حدثت فقالت له حفصة : مالك و لإبن صياد أما علمت أن الدجال يخرج لغضبة يغضبها و هذه قصة صافي ابن صياد مع ابن عمر ------------------------------------------------------------------------------------------------- ثم و بعد هذه الحادثة بسنوات أسلم صافي بن صياد و شهد الشهادتين و ولد له الأولاد ------------------------------------------------------------------------------------------------- و حدثت قصة أخرى لابن صياد مع ابن مسعود - رضي الله عنه - بعد اسلامه بفترة و هي أنهم كانوا في قافلة عائدون من مكة إلى المدينة فنزلوا في نصف الطريق ليرتاحوا فتفرق جميع أهل القافلة و بقي ابن مسعود مع ابن صياد فكره ابن مسعود أن يجلس معه بسبب ما قيل عنه فأخذ ابن صياد أغراضه و أنزلها و وضعها بجانب أغراض ابن مسعود فقال له ابن مسعود : لو وضعت أشياءك تحت الظل أفضل ( و كان قد كره أن تكون أشياؤه بجانب أشياء ابن صياد ) فوضع ابن صياد أشياءه في الظل و ذهب ليحلب ناقته و أتى بحليبها إلى ابن مسعود فقدمه له فقال له : اشرب فقال ابن مسعود : إن الجو حار و اللبن حار فلا أريد أن أشربه ( و لم يكن في نفس ابن مسعود سوى أنه لا يريد أن يشرب من يده ) فقال ابن صياد : يا ابن مسعود قد بدا لي أن أذهب إلى تلك الشجرة و أدلي منها حبلاً فأقتل نفسي فقال ابن مسعود : لماذا ؟ فقال ابن صياد : لما يقول الناس عني بأنني أنا الدجال و إن خفي حديث النبي - صلى الله عليه و سلم - على الناس فلا يخفى عليكم أنتم ألم يقل النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه كافر و أنا مسلم و ألم يقل بأنه لا يلد له و أنا لي أولاد تركتهم في المدينة و ألم يقل بأنه لا يدخل مكة و المدينة و أنا الآن خارج من مكة و عائد إلى المدينة فانتبه ابن مسعود و قال في نفسه : فعلاً لماذا نحن نقول عنه أنه الدجال و لديه صفات تختلف عنه ؟ ثم تتابع الكلام بينهما في هذا الموضوع حتى قال ابن مسعود : ماذا لو عرض عليك الدجال فهل كنت تقبل ؟ فرد صافي : لو عرض عليا لما كرهت و انتهى هذا الموقف بينهما و عادا إلى المدينة -------------------------------------------------------------------------------------- و بعد ذلك انقطع نسل ابن صياد فمات جميع أولاده و لم يخلفوا عقباً و انقطعت ذريته فزاد الناس في شكوكهم ------------------------------------------------------------------------------------- و في نهاية قصة ابن صياد حدث الآتي تعرفون أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد هاجم المدينة فخرج له جيش المدينة و كان مع جيش المدينة صافي بن صياد يدافع عنها فبعد المعركة و كما ذكر التابعين أنهم افتقدوا ابن صياد فلم يجدوه لا مع الأحياء و لا مع الأموات -------------------------------------------------------------------------------------- و لازال بعض العلماء إلى يومنا هذا يقولون بأنه هو المسيح الدجال و قد أعطاه الله قدرات عظيمة و إختفاؤه هذا لا يشكل شيئاً بالنسبة لقدراته ------------------------------------------------------------------------------------- و بهذا أنهي هذه القصة العجيبة عن صافي بن صياد و لا أحد عارف بأمره غير الله عز و جل