يحكى أن حياً من أحياء العرب يقطن على أرض ٍ ورثها أب عن جـد بين ذي قار و أطلال أخدود نـار ، وهبهم العزيز الوهاب من الأنعام و الخيرات ما يعجـز اللسان عن عدها وبالشكر ايفاء حقها ، وفي يوم غزاهم دهماء قومٍ مرتزفة ، روائحهم تنبيك عن مخابرهم لهم في الحي شرذمة مندسة كانت العين وللحي عواراً ، فعاث أولئك البغاة الدهماء في الديار فساداً ، وفي رعاة الشاة ضرباً وترويعاً فساقوا ما وقع بين إيديهم من شاة وبعير وجيـاد وأسـمر صدوق أمين ... ، وقليل من زقوّم و شقح كلب يقتأتون عليه في رحيلهم ، وكادوا أن يمضوا إلى أسيادهم في وادي قماقم اللعين الواقع على خط ذنب الفـار المتقاطع مع خط الأستواء ذلك الوادي الذي به من الحيات و الغربان الناعقة ما خبث منها اللون و الفؤاد ، وهم على نية المضي و قبل الانطلاق حدث ما ابدل النصر و الفوز إلى هزيمة وخـذلان أصص وش اللي حدث !؟؟! حيث قام احد هؤلاء الدهماء بضرب أسـمر من جملة السُمر على خشمه الكريم ، حينها صاح ابوسـمراء الأبي : لقد وصلت الخشـــوووم ثم أنتفض ثم انتصب كالطود الشامخ هائجاً وعيونه كالجمر في الليالي الخرمسية ثم انقلب عليهم طعناً وتشريداً فجندل الفرسان وسحل المشاة ، حتى خلص كل ما أستولوا عليه ، وكل ما أختلسوه خفية عن بعضهم ، " ابوطبيع مايغيّـر طبعه " فشرد من سلم منهم يطلب السلامة و النجاة من فروسـية هذا الأسـمر المغـوار الذي أوصلوها معه الى حد الخشوم ، " كيس التمباك " " ومالكم في الطويلة " زبدة السالفة انها وصلت الخشوم مع ابو سمراء وكأنها لا تعنيه من قبل ولم تصل " كيف ...وشلون؟ لست أدري !