منتدى بني عزيز الرسمي من مطير - عرض مشاركة واحدة - حياة من البادية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2012, 04:05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية العزيزي المغترب

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 2537
المشاركات: 9,296 [+]
بمعدل : 1.59 يوميا
اخر زياره : [+]
الدولة: saudi arabia
علم الدوله :  saudi arabia
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 13
الإتصالات
الحالة:
العزيزي المغترب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محمد الذيب المنتدى : الموروث الشعبي والخيل والابل
افتراضي

يقول ابن خلدون


تنقسم التجمعات الإنسانية إلى قسمين بدو وحضر


ثم قسم البدو إلى عدة أقسام حسب أعمالهم وما يتوفر بأيديهم



فمنهم من يعمل بالفلاحة من غراسه وزراعة وهم سكان القرى والجبال واستقرارهم أكثر من ترحالهم (وهم عامة البربر والأعاجم)


ومنهم من يعمل برعي المواشي من غنم ومعز وبقر
وهم رحالة غالبا خلف الماء والكلأ فالترحال أصلح لحالهم من الاستقرار ويطلق عليهم (الشاوية)



لكنهم رغم ترحالهم لا يبتعدون كثيرا ويتوغلون في الصحاري لعدم وجود المراعي داخل القفار
(مثل التركمان والترك والأكراد والصقالبة)


ومنهم من يعمل برعي الإبل وهم أكثر ترحالا وتوغلا في الصحاري والقفار

لأن الإبل لا تستغني عن أشجار الصحاري ونباتها إلا أنهم يتقلبون في الشتاء من وسط الصحاري إلى أطرافها

فِرارا من أذى البرد ولذلك هم أشد الناس توحشا

وهم بالنسبة للحضر بمقام الوحش غير المقدور عليه

(هؤلاء هم العرب ومثلهم رحالة البربر والأكراد والتركمان والترك بالمشرق)

إلا أن العرب أشد بداوة لأنهم مختصون بالإبل فقط أما البقية من بربر وأكراد وتركمان وترك فهؤلاء يرعون الماشية من بقر وشياه

و يدلل ابن خلدون على فكرته القائلة



"بأن البدو أصل للمجتمعات كلها وهم تبعاً لذلك أقدم من الحضر"


أن الإنسان يبدأ أولا بالسعي للحصول على ما يسد رمقه ويكفل له استمرارية حياته


وهذه هي بداية كل التجمعات البشرية ومنها تأتي كلمة بادية


والتي قد تعني من بين معانيها الكثيرة البداية وبما أن الحضر منشغلون بالترفي والكمالي في أحوالهم


فيستحيل أن يكونوا بحال من الأحوال سابقين على البدو من حيث النشأة


لأن الانشغال بالضروري أقدم وسابق على الانشغال بالكمالي


وبما أن الضروري أصل والكمالي فرع ناشئ عنه فالبداوة أصل للحضارة وسابق عليه


وخشونة البداوة قبل رقة الحضارة والمدنية غاية للبدوي يجري إليها



ومتى ما حصل على الدعة فيها وصل إلى قيادة المدينة



وهذا شأن القبائل البدوية كلها أما الحضري فلا يعود للبادية إلا لضرورة تدعوه إليها

اسف على الاطاله اخي محمد لكن الموضوع مشوق ومفيد















توقيع :



عرض البوم صور العزيزي المغترب   رد مع اقتباس