عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال : " أمَا والله لأخرج منك ، وأني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلىَّ ، وأكرمه على الله ، ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت " و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة : (( ما أطيبك من بلد ، وأحبّك إلىّ! ولولا أن قومك أخرجونى منكِ ما سكنتُ غيرك )) إن حب الوطن فطرة إنسانية في كل شخص و من المؤكد أن مستوى الإحساس بالوطنية والانتماء هو ما يخدم ويبني لازدهار الوطن ونماءها و يحفاظ على تطورها الدائم مهما كانت العوائق والمثبطات . فالحب يصنع المعجزات على مستوى الفرد فما بالكم لو كان جماعيا الحب طاقة هائلة وبقدر انتشار هذه الطاقة في الجسد الاجتماعي سوف ينتشر الدفء واللحمة الوطنية التي تنتج الحماس الفعلي للبناء والتشييد والرقي بالوطن . يقول احد دكاترة علم النفس في كيفية غرس حب الوطن في ابنائنا النشء : الطريقة الأمثل لتنشئة أطفالنا على حب الوطن عند دخول الطفل المدرسة من عمر أربع سنوات وذلك بحثه على المشاركة المجتمعية فى كل الانشطة من حوله فى الحدائق والنوادى، وكذلك الشارع حيث نسعى لتنمية الاحساس بداخله. بأن كل هذه الاشياء ملكه وبالتالى عليه أن يحافظ عليها وعلى الجانب الآخر لابد من استعادة المعانى والقيم الوطنية وليكن من خلال ترديد الأناشيد الوطنية وتعليمه اهمية «العلم» باعتباره رمز الدولة، كما أنه يعكس الاحساس بالوطنية. يقول الجاحظ في رسالة الحنين الى الاوطان كانت العرب إذا غزت وسافرت حملت معها من تُربة بلدها رملاً وعفرا تستنشقه عند نزلة أو زكام أو صداع . فحب الوطن الحقيقي يعتمد على العمل الجماعي من اجل حياة كريمة افضل لك ولمن حولك وأخلاص النية لخدمة المجتمع والنهوض بالوطن . ولا يتعارض حب الانسان لوطنه مع حبه لدينه وعقيدتة وأمتة فحب الوطن المشروع هو الحب الذي يقوم على الولاء والانتماء وليس العصبية والعنصرية والحب الممنوع هو الحب الذي يقوم على العنصرية والانانية والنظرة الضيقة وازدراء الاخرين وهو لا ينسجم مع مبادىء الاسلام . وقال الجاحظ : " إذا كان الطائر يحن إلى أوكاره فالإنسان أحق بالحنين إلى أوطانه. وقال آخر : عسرك في دارك أعز لك من يسرك في غربتك . قال ابن الزبير: " لو قنع الناس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم ما اشتكى عبد الرزق . وقيل: الغُربة كُربة والقّلة ذلة. وقيل لأعرابي: كيف تصنع في البادية إذا اشتدالقيظُ وانتعل كلُّ شيء ظلَّه ؟ قال: وهل العيش إلا ذاك، يمشي أحدنا ميلا فيرفض عرقاً ثم ينصب عصاه ويلقى عليها كساءه ويجلس في فيئه يكتال الريح فكأنَّه في إيوان كسرى . وقال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه وشوقه إلى إخوانه وبكاؤه على ما مضى من زمانه . قال ابن الرومي : ولي وطن آليت أن لا أبيعة ---- ولا أن أرى غيري له المهر مالكا عهدت به شرخ الشباب ونعمة ---- كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا فقد ألفته النفس حتى كأنه ---- لها جسد إن بان غودر هالكا وحبب أوطان الرجال إليهم ---- مآرب قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ---- عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا كم من الوقت احتاج الى ان تخرج الكلمات التي تتغنى في الوطن وحب الوطن ولا تفصلني غير ساعات قليله لوداع وطني الحبيب بكل مافيه من معاني الانتماء والحب الكبيرين فحفظك الله ياوطني من كل شر ومن كل من يحاول ان يفرق وحدتك . الى لقاء قريبا ان شاء الله ياوطني ويا اهلي واحبابي واصدقائي والى كل من ينتمي لارضك ياوطني كتبها العزيزي المغترب جده 4 – 9 – 2011 م