كشفت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول الحجامة، أن لها فوائد عظيمة يجهلها الكثير من الناس، فالحجامة تؤدي دوراً مهماً في تفعيل وظائف مختلف أعضاء الجسم وتقيها من الأمراض, فتخرج التالف والهرم من الكريات والشوائب، فتزيد التروية الدموية لكل الأنسجة والأعضاء؛ ما يخفف عن الكبد عبئاً كبيراً فينشط لتأدية وظائفه بوتيرة عالية. كما أن هناك أبحاثاً ودراسات عن الحجامة توصلت إلى نتائج جيدة عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وأيضاً التجارب والنجاحات المبشرة في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في البدن وفي علاج حب الشباب المعقد. وفي الدراسات العربية، أجرى الحجامة فريق طبي سوري من خمسة عشر طبيباً من كلية الطب بجامعة دمشق لأكثر من ثلاثمائة شخص، اعتمدوا فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسة مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة، لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم والنبض، وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد كريات الدم الحمراء بشكل طبيعي وارتفاع عدد كريات الدم البيضاء وزيادة الصفائح الدموية، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم وانخفاض الكولسترول عند الأشخاص المصابين في ارتفاعه. وينقل الدكتور أيمن الحسيني عن عدد من الباحثين خلاصة دراستهم العميقة للارتكاسات الإيجابية الجيدة التي تحصل نتيجة الحجامة، فقد قام فريق طبي بدراسة مخبرية لدم الحجامة، ومن الطريف أن أغلب الكريات الحمراء هرمة وشاذة وكانت نسبة الكريات البيضاء محدودة نسبياً، وكأن الحجامة تحفظ بذلك خلايا الدم السويّة بينما تخلص البدن من الخلايا الشاذّة. أما الطب الغربي - خصوصاً الفرنسي- فهو يعترف بفوائد الحجامة في الأمراض الجلدية، وخاصة الذئبة السلية والذئبة الحمامية والأكالات الحادة. وينقل عن الطبيب الفرنسي كانتيل توصُّله لحقيقة مفادها أن الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة، تزيد عندهم قدرة الكريات البيضاء على إنتاج الأنترفيرون بمعدل عشرة أضعاف قدرتها بعد عمل الحجامة، مقارنة بقدرتها على إنتاجه عند الأشخاص غير المحجومين، ومادة الأنترفيرون هذه هي مادة بروتينة تصنعها الكريات البيضاء، ولها مفعول قوي ضد الفيروسات التي يمكن أن تغزو الجسم، وبالتالي فإن زيادة الأنترفيرون تعني زيادة مناعة الجسم ضد العدوى والمرض. كما يؤكد الدكتور كانتيل من جامعة كامبردج أن عدد الكريات البيضاء في الدم ترتفع بعد الحجامة، ويفسر ذلك بحدوث تنشيط لنخاع العظم المنتج للكريات البيضاء بعد الحجامة، وكأنه قد أفاق وتخلص من تعبه بعد تخليص الدم من الشوائب والأخلاط الغريبة. وعن خلاصة لدراسة أمريكية يكتب الدكتور الحسيني: "إن التهاب الكبد الفيروسي في حالاته الشديدة يزيد من القابلية للإصابة بسرطان الكبد، وتضيف الدراسة أن نسبة حدوث هذا السرطان عند الرجال حوالي (74%)، بينما تنخفض النسبة عند النساء إلى حوالي (6%)"، واعتبرت الدراسة أن أهم أسباب هذا الفارق الكبير في نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين الجنسين هو تميز النساء بالمحيض، معتبرين أن خروج دم الحيض ينقي الجسم ويريح الأعضاء وكأنه حجامة طبيعية. وفي هولندا، أجري بحث على نسبة خمائر الكبد المرتفعة في كل الحالات المرضية، وتبين أنها تعود إلى حالتها الطبيعية بعد الحجامة.