ألا تخشون أن يؤثر عليكم أن تفتح "جوجل" اتصالات مجانية؟ هناك ما يسمى مزعجات التكنولوجيا مثل تقنية "سكايب" واستخدامها مع التقنيات اللاسلكية للاتصالات، ويأتي ذلك على شكل مكالمة أو عن طريق كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر. ونشر أخيرا أن جزءا من استثمار سكايب سيشطب لعدم جدواه اقتصاديا فلا يوجد، إلى الآن، منافس قوي لتطبيقات الصوت للاتصالات المتنقلة لسببين: الأول أن الهاتف الثابت مرتبط بمكتبك أو بمنزلك، بينما الارتباط الوثيق بك شخصياً يوفره الهاتف المتنقل. ومن الأسباب، أيضا، أن ً عدد المستخدمين للهواتف المتنقلة في زيادة مطردة حتى فاق العدد ثلاثة مليارات، كل هذه الأمور تجعل المنافسة التي تمثلها تقنية صاعدة غير مؤثرة. وحتى تصل هذه التقنيات الجديدة إلى مرحلة الانتشار الكامل تحتاج إلى وقت واستثمارات ومخاطر تمر بها، ولم يكن هناك إنجاز في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، وصل عدد المشتركين في "سكايب" إلى 200 مليون مشترك في العالم، العام الماضي وبلغت إيراداتها 168 مليون دولار، وهذا الرقم لا يرقى إلى إيرادات شركة اتصالات تعمل في دولة صغيرة عدد سكانها مليون نسمة، صحيح أن هناك تقنيات وتطبيقات ولها أثر ولكن ليس ذلك الأثر الذي يحسب له حساب. أعود لسوق الاتصالات في السعودية، هل فرص النمو متوقفة على الهاتف المتنقل فقط، أم أن هناك خدمات أخرى؟ هنالك فرص أخرى، مثل اتصالات عريضة النطاق، للإنترنت فهذه لا تزال السعودية من أقل الدول اختراقاً فيها، حتى مقارنة بدول المنطقة، فمنذ عام لم تتجاوز 1 في المائة في المائة نسبة اختراق هذه الخدمات. والآن بدأت تنتشر في الهاتف الثابت أو الهاتف المتنقل ولكن هذه التطبيقات لا تزال محدودة. كم تحتاج السعودية من هذه الخدمات؟ لقد غيرت الاتصالات عريضة النطاق مفهوم العمل وإجراءاته بحيث أصبح مكتبك الحقيقي هو كمبيوترك المتنقل الذي من خلاله تستطيع أن تدير عملك بصورة دقيقة وفاعلة وتتفاعل مع شركائك التجاريين من أي مكان وفي أي زمان. وهناك أنواع أخرى من الخدمات والاحتياجات التي منها الترفيه والبحوث. والحديث عن نسبة محددة عن احتياجات السوق أو نسبة اختراقها يحتاج إلى استقصاء دقيق، ولا تحضرني الآن نسبة محددة وإن كانت النسب في كثير من الدول المتقدمة معروفة ومنشورة. يقول البعض إن الهاتف الثابت إلى زوال.. فما رأيكم؟ الهاتف الثابت لم يمت، ولكن النموذج التجاري للهاتف الثابت هو الذي يعاني ويحتاج إلى تطوير وإعادة نظر حتى يواكب التطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات. الهاتف الثابت لم يعد الوسيلة الأساسية التي تستخدم لإيصال الصوت، الصوت يصل الآن عن طريق الهاتف المتنقل. فعلى سبيل المثال كم مرة استخدمت الهاتف الثابت وأنت في بيتك، أو في مكتبك؟ أنا متأكد أن الجواب سلبا في معظم الأحوال، لأن من يعرف رقم هاتفك المتنقل يتصل بك. البحوث تقول، مبدئياً، إن 85 في المائة من الاتصالات الصوتية داخل المنشآت، سواء البيت أو المكتب أو السوق، تأتي عن طريق الهاتف المتنقل، وهذا يعني أن النموذج التجاري لاستخدام الهاتف الثابت لإيصال الصوت هو نموذج مآله إلى الزوال، وبالتالي أصبح الهاتف الثابت يستخدم لإيصال خدمات النطاق العريض للاتصالات،وتطبيقات للإنترنت وغيرها، مثل خدمات DSL، لكن الميزة التي يتميز بها الهاتف المتنقل هو أنك تأخذه معك أينما كنت . ماذا عن تقنية Wi Max؟ بالنسبة لتقنية الواي ماكس فهي تقنية تدخل الخدمة على عدة مراحل، الأولى تسمح لك باستخدامها في مكان واحد ولا تتحرك، إلا حركة بسيطة داخل المكتب وهذه المرحلة منافس قوي للهاتف الثابت، والمرحلة الثانية والتي لم تنتشر إلى الآن تسمح لك باستخدامه وأنت في السيارة مثل الهاتف المتنقل وهي رهن الترخيص الفني. هل الممكن أن نستغني عن الأسلاك مستقبلاً؟ نعم من الممكن الاستغناء عنها الآن بالهاتف المتنقل، نحن كنا السباقين في تقديم هذه الخدمات منذ عام 2003م عن طريق الاتصال السريع بالإنترنت بالهاتف المتنقل في البحرين من خلال تطبيقات الجيل الثالث وتقنية EDGE. كيف ترون تجربتكم في الجيل الثالث؟ التجربة ناجحة ولله الحمد، ويجب أن نعرف أن هناك تجارب في الجيل الثالث في العالم كله لم تلق النجاح الكبير، مثل الاتصال المرئي، لأن الصوت كان يفي باحتياجات كثير من الناس في ذلك الوقت، ورغم أن نجاح الجيل الثالث لم يأت سريعا في المراحل الأولى لإطلاق الخدمة في العالم بسبب عدم توافر الأجهرة أو لارتفاع قيمتها عند الكثيرين، إلا أنه مع توافر هذه الأجهزة ونزول أسعارها إلى متناول الكثيرين فإنه يشهد تحسنا في الإقبال عليه خاصة في مجال اتصالات البيانات. وانتشاره خاضع لحجم الطلب لأنه يستطيع تقديم تقنية فائقة الجودة إذا وجد المشغل سوقا تسمح له بالنمو. ولا بد أن نستحضر أن الاتصالات تجارة مبنية على العدد أي أنها تجارة جماهيرية يساعد حجم الطلب على نموها وتطورها سلبا وإيجابا. أين تمكن قوة السوق السعودية؟ قوة السوق السعودية تأتي من دعوة إبراهيم عليه السلام: (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات..). (الآية)، وفي هذا البلد خير كثير، ولكن من الناحية الاقتصادية، فالسعودية تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، وترتيبها على مستوى العالم رقم 21، وجاذبيتها للاستثمار كبيرة فهي تأتي قبل فرنسا في هذا المجال التي ترتيبها 30، بينما السعودية ترتيبها 23 وأفضل من الإمارات حسب آخر تقرير من البنك الدولي، بلد ناتجه القومي فوق 380 مليار دولار، وسكانه غالبيتهم من صغار السن حيث إن أكثر من 50 في المائة أقل من 20 سنة، وهناك مشاريع عملاقة تقام في السعودية من المدن الاقتصادية وربط أجزاء الوطن بالقطارات وتحسين النقل البري والجوي، والمشاريع التعليمية والصحية، ورافق ذلك انفتاح اقتصادي مع انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وسياسة جلب الاستثمارات الأجنبية التي جاءت محصلة لتحسن البيئة الاستثمارية كما يعكسها الترتيب الأخير في تقرير البنك الدولي. كل ذلك يجعل هذا الاقتصاد من أكثرها جاذبية للاستثمار. إذا السوق السعودية سوق جيدة، ومع خبرة "زين" في تقديم خدمات الاتصالات العالمية، نتوقع أن تكون محصلة ذلك مثمرة لجميع الأطراف. كم تتوقع أن تصل نسبتكم في السنوات الخمس المقبلة في السوق السعودية؟ بالطبع لن يكون في مقدوري أن أفصح عن خطط وتوقعات الشركة فيما يتعلق بنسبة السوق، ولكن معطيات النمو بالنسبة لعدد السكان ونسبة الاختراق المنخفضة تشير إلى توافر السعة المطلوبة لنجاح مقدم خدمات هاتف ثالث. بالطبع لن يكون حجم السوق بعد خمس سنوات هو نفسه الموجود اليوم، فكما أشرت ستنمو السوق نسبة 137 في المائة في السنوات الخمس المقبلة ومن سيحصل على الحصة الكبرى من هذا النمو ومن يتمكن من استقطاب عملاء من الشركات الأخرى العاملة، هو من سيحصل على أكبر حصة في السوق. مَن يختار نطاق الأرقام؟ هذا شيء خاص بهيئة الاتصالات. وسيتم الإعلان عن نطاق الأرقام الخاص بشركة زين السعودية فور الحصول على الموافقة النهائية من الهيئة. وأود، بهذه المناسبة، الإشادة بهيئة الاتصالات السعودية لما تقوم به من عمل حرفي ومهني عال، فنحن نعمل مع 22 دولة وتجربتنا مع هيئة الاتصالات السعودية تضعها في مصاف أكثر هيئات الاتصالات حرفية وتناغماً مع احتياجات الصناعة ومتطلبات السوق. هل تتوقع أو تخشى أن تكون هناك حرب أسعار بين الشركات الثلاث؟ نحن لن ندخل في حرب أسعار، وليست من سياستنا في كل الدول التي نعمل فيها أن ندخل في حرب أسعار، تركيزنا على القيمة التي يحصل عليها العميل مقابل ما يدفعه، يجب أن يحصل على أكبر قيمة في جودة الخدمة، وتنوع الخدمات وملائمة احتياجاته، وسر نجاحاتنا هو تلمس الاحتياجات بشكل دقيق للمستهلك. ما أبعاد المسؤولية الاجتماعية في خطط الشركة؟ المسؤولية الاجتماعية جزء أساسي من الهيكل التنظيمي لشركة زين، ولدينا فريق كامل في المجموعة يقودهم شخص متمكن رئيسه المباشر هو نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدكتور سعد البراك. وقد كان أول قسم ينشأ في السعودية قسم المسؤولية الاجتماعية ويقوده زميل متمكن ذو خبرة في هذا المجال. ونحن أثناء تقديم العروض، ألزمنا أنفسنا بمشاريع اجتماعية بالنسبة للبلد قبل أن نفوز بالرخصة وهذا من الأشياء التي تميزنا عن الآخرين. وأبرمت الشركة اتفاقيات مع مؤسسات وجامعات ومراكز تدريب مهني وفني، ومؤسسات تقدم خدمات للمجتمع الهدف منها هو التعليم والعمل والمساهمة في القضاء على البطالة، ودعم النشاطات الخاصة بالشباب. ومما تفخر به "زين" إنشائها مركزا للتعليم عن بعد في البحرين أكبر المراكز في الشرق الأوسط بأكمله، فيه استوديوهات وتجهيزات وورش ساعدت في إنتاج وتأليف مواد علمية تنقل التعلم إلى خارج نطاق الجامعة بحيث يستفيد من هذا المركز الكثير من الطلاب عبر الإنترنت. بالمناسبة كم ستكون نسبة توطين السعوديين في الوظائف؟ في البداية نحتاج إلى ما يقارب ألف موظف سعودي، وقد ألزمنا أنفسنا بسعودة بنحو 70 في المائة من إجمالي الوظائف عند بداية التشغيل قبل أن يلزمنا النظام أصلاً، وعلى مدى خمس سنوات سترتفع نسبة السعوديين لدينا إلى 95 في المائة، وهذا الالتزام ليس فقط في السعودية وإنما في كل الدول التي نعمل فيها. ففي البحرين، مثلاً، كان عدد البحرينيين 85 في المائة في بداية التشغيل. أين تكمن نقاط الانتشار بالنسبة لكم في السعودية؟ الدراسات تشير إلى وجود 35 ألف منفذ بيع في السوق السعودية والعميل يستطيع أن يشتري خدمات الاتصالات، بشكل أو بآخر، من معظم هذه المنافذ. ما مستقبل التلفاز على الهاتف المتحرك في المنطقة؟ في الوقت الحالي، عدد من المشغلين الإقليميين أطلقوا أو على وشك إطلاق خدمات التلفاز على الهاتف المتحرك من خلال خدمات الجيل الثالث المتاحة، واستخدام التلفاز على الهاتف المتحرك كان بشكل ضئيل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسب محدودية التطبيقات ولصغر حجم شاشات الهاتف المتحرك. ونجاح التلفاز على الهاتف المتحرك يعتمد أساسا على ثلاثة عوامل: - محتويات جاذبة. - التقنية المستخدمة لعرض المحتوى. - التحويل إلى التلفاز من خلال أجهزة الهاتف المتحركة. وكخيار آخر لما هو مستعمل حاليا هو، بث التلفاز على تقنية DVB-H بحيث يستطيع العميل أن يحصل على تجربة ذات جودة عالية. وقد ثبت أنها ناجحة في بعض الدول (إيطاليا) مع استخدام أجهزة هاتف قابلة لاستقبال البث، ولكن ذلك يتطلب استثمارات إضافية لتطوير بنية تحتية لتقنية بث جديد أو التحالف مع مشغلي الإعلام المرئي.
لتواصل abomajeda@