بدأ منتخب النمسا نهائيات كأس أوروبا 2008 لكرة القدم التي تستضيفها مع سويسرا حتى 19 الجاري بطريقة متعثرة بخسارتها أمام كرواتيا 0-1 أمس الأحد على أرض ملعب ارنست هابل في فيينا في افتتاح الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية. وسجل لوكا مودريتش (4 من ركلة جزاء) الهدف. وسيطر المنتخب الكرواتي على مجريات الشوط الأول في معظم المراحل وافتتح التسجيل مبكرا من ركلة جزاء أضاع بعدها عدة فرص، في حين لم يدخل المنتخب النمساوي المضيف أجواء اللقاء إلا في ربع الساعة الأخير وقام بعدة محاولات هجومية وتسديدات افتقرت إلى التركيز. وبدأ الكراوتيون اللقاء بأسلوب هجومي ومرر لوكا مودريتش كرة عرضية إلى ايفيكا اوليتش في الجهة اليسرى فتعرض للخشونة من قبل رينيه اوفهاوزر احتسب الحكم الهولندي بيتر فينك ركلة جزاء نفذها مودريتش بنجاح مفتتحا التسجيل بأسرع هدف حتى الآن في البطولة (4). وحاول دانييل برانييتش تكرار سيناريو الهدف الأول بعدما تلقى كرة من مودريتش في الجهة اليسرى ذاتها وعكس إلى داخل المنطقة فتدخل الدفاع وأبعد خطرها (8)، وحصل داريو سرنا على ركلة حرة في الجهنة اليمنى نفذها منخفضة أمام المرمى حاول اوليتش وبعده ملادن بتريتش وضعها في الشباك فلم ينجحا (13). وأمطر المنتخب النمسوي في الدقائق الخمس الأخيرة مرمى كرواتيا بتسديدات متعددة ومتنوعة بالأقدام والرؤوس تصدى بليتيكوسا لمعظمها. وفي الشوط الثاني، واصل النمسويون انتفاضتهم وسيطروا ميدانيا مع محاولات هجومية لإدراك التعادل على الأقل قبل فوات الأوان فلم يفلحوا قابلهم الكروات بالاعتماد على الهجوم المعاكس السريع الذي كاد يثمر هدفا ثانيا. وضغط المنتخب النمسوي بعد أن استنفد مدربه التبديلات التي حركت الخطوط بشكل واضح، ونفذ فاستيتش ركلة حرة من الجهة اليمنى أبعدها الحارس الكرواتي بقبضتي يديه لتعود إلى هارنيك الذي أعادها قذيفة ذهبت فوق العارضة (74)، ورفع هارنيك كرة طار لها فاستيتش وتابعها رأسية من خط المنطقة سيطر عليها بليتيكوسا على دفعتين (78). وتدخل الحارس الكرواتي مرة جديدة لإبعاد تسديدة قرقماز القوية (88)، وكان أصحاب الأرض على وشك أن يعدلوا النتيجة في أكثر من مناسبة بعد تسديدات متكررة أكثر تركيزا من البداية وكادت كل هجمة تأتي بهدف التعادل أبرزها رأسية الاحتياطي رومان كايناست في الدقيقة الثالثة (الأخيرة) من الوقت بدل الضائع. ألمانيا ـ بولندا حقق منتخب ألمانيا أول انتصار له في النهائيات الأوروبية منذ أن توج بطلا عام 1996، بفوزه على نظيره البولندي 2-0 مساء أمس الأحد على أرض ملعب فورثيرسي شتايدوم في مدينة كلاجنفورت النمساوية ضمن منافسات المجموعة الثانية من كأس أوروبا 2008. وسجل لوكاس بودولسكي الهدفين في الدقيقتين 20 و72. وتصدر المنتخب الألماني ترتيب المجموعة بفارق الأهداف عن كرواتيا ، وكان المنتخب الألماني الفائز باللقب ثلاث مرات أعوام 1972 و1980 و1996 وهو رقم قياسي، فشل في الفوز في النسختين الأخيرتين في هولندا وبلجيكا عام 2000، ثم في البرتغال عام 2004،إذ تعادل في ثلاث مباريات وخسر ثلاثا، لكنه حقق انطلاقة جيدة في البطولة الحالية. واستمرت سطوة المنتخب الألماني على جاره البولندي، لأن الأول لم يخسر إطلاقا أمام الثاني في تاريخ لقاءات المنتخبين التي بدأت عام 1933، فالتقيا 16 مرة انتهت 12 مباراة منها بفوز ألمانيا و4 بالتعادل. واعتمد مدرب ألمانيا يواكيم لوف تشكيلة هجومية باشراك الثلاثي ميروسلاف كلوزه هداف مونديال 2006، وماريو جوميز ولوكاس بودولسكي. في المقابل، لم تشهد تشكيلة بولندا أي مفاجأة علما بأن المنتخب كان يخوض النهائيات للمرة الأولى في تاريخه. ولم تمض 53 ثانية، حتى ارتكب الحارس الألماني ينز ليمان خطأ في الخروج من مرماه فتهيأت الكرة أمام جاسيك كرزينوفيك لكن الأخير سددها عاليا. وبدا واضحا منذ البداية أن المنتخب البولندي حاول نصب مصيدة التسلل للمنتخب الألماني، لكن مدافعيه تميزوا بالسذاجة التكتيكية، وكادوا يدفعوا الثمن مرة أولى عندما مرر ثورستن فرينجز كرة أمامية ماكرة فكسر ميروسلاف كلوزه مصيدة التسلل وانفرد بالحارس البولندي ارتور بوروتش برفقة ماريو جوميز فمرر الأول الكرة باتجاه الأخير لكن جوميز لم يتمكن من اللحاق بها فضاعت فرصة ذهبية أمام ألمانيا (5). لكن الجرة لم تسلم في المرة الثانية، حيث نجح كلوزه في الهروب مرة جديدة من مصيدة التسلل إثر تمريرة من جوميز ومرر كرة على طبق من ذهب باتجاه بودولسكي فلم يجد الأخير أي صعوبة في إيداع الكرة داخل الشباك مفتتحا التسجيل لمنتخب بلاده (20). وفي مطلع الشوط الثاني، أشرك مدرب بولندا الهولندي ليو بينهاكر المهاجم البرازيلي الأصل الحاصل على الجنسية البولندية في أبريل الماضي روجر جيريرو مكان زورافسكي. وتحسن الأداء المنتخب الهجومي لبولندا ونجح في الوصول إلى المرمى الألماني من دون أن يخلق فرصا واضحة للتسجيل فاكتفى إما بالتسديد من بعيد أو رفع الكرات العرضية التي كانت من نصيب الحارس الألماني. وسدد باستيان شفاينشتايجر كرة قوية ارتمى إليها بوروتش (66)، ثم أبعد بوروتش ببراعة كرة قوية سددها ميكايل بالاك إلى ركلة ركنية (69). ومن إحدى الهجمات المرتدة وصلت الكرة الى كلوزه على نقطة الجزاء لكنه لم يحسن التعامل معها لتتيهأ أمام بودولسكي أطلقها رائعة بيسراه لتعانق شباك الحارس بوروتش معلنة الهدف الثاني (72) رافعا رصيده إلى 27 هدفا في 48 مباراة. ورمى المنتخب البولندي بثقله في محاولة لتقليص الفارق فترك مساحات شاسعة في خطوطه الخلفية. وتلاعب جيريرو بأحد المدافعين الألمان ومرر كرة عرضية باتجاه المرمى سددها ساجانوفسكي برأسه لكن ليمان كان لها بالمرصاد (83). وكاد بودلوسكي يسجل الهاتريك لكن كرته مرت فوق العارضة (89).