مصرفيون لـ "الوطن": مشكلة التزييف تفاقمت قبل 3 أشهر ووصلت إلى ضبط 10 حالات يوميا "ساما" تعرض لأول مرة نماذج مزورة للعملة الجديدة فئة 500 و100 ريال الرياض: عدنان جابر عرض مسؤولون في مؤسسة النقد العربي السعودي " ساما" أمس، ولأول مرة نماذج مزورة للإصدار الخامس الجديد من العملات الورقية لفئتي الـ 500 و100 ريال، والتي طرحت للتداول قبل عام، دون أن يفصحوا عن حجم الكميات التي تم ضبطها من تلك العملات، أو الجهات التي تقف وراء ترويجها. وتبدو الأوراق النقدية المزورة قريبة الشبه من العملات الحقيقية، ويصعب اكتشافها بالعين المجردة، إلا عند مقارنتها بالعلامات الأمنية التي وفرتها السلطة النقدية، وتصل إلى21 علامة أمنية تعتبر الأكبر عددا مقارنة بعملات عالمية وإقليمية. ويرفض مسؤولون في مؤسسة النقد وصف حالات التزوير التي تعرض لها الإصدار الخامس الجديد من العملات السعودية بالظاهرة المقلقة، إذ يعتقد وكيل محافظ المؤسسة للشؤون المالية والإدارية إبراهيم النصار، أن النقد المتداول في مأمن من العبث، وقال خلال ندوة نظمتها المؤسسة حول العلامات الأمنية والمستجدات الحديثة في مجال التزييف "نحن مطمئنون بأن الجهات المسؤولة تعمل على تطبيق إجراءات وقائية لحماية العملة من التزييف". وفي المقابل أكدت مصادر مطلعة، ومصرفيون شاركوا في الندوة لـ "الوطن" أن حالات تزوير العملة السعودية الجديدة زادت بصورة ملحوظة قبل 3 أشهر، إذ وصلت حالات الضبط لعملات مزورة تم توثيقها في محاضر الأجهزة الأمنية إلى نحو 10 حالات يوميا، إلا أن حدة المشكلة تراجعت مؤخرا. وانتشرت في أسواق القرطاسية والمكتبات، والمؤسسات العاملة في مجال أجهزة الصرف ، وعد النقود بالمملكة منتجات جديدة تتيح كشف العملات المزورة، وتشمل أقلاما خاصة يمكن استعمالها للكتابة على العملة الورقية لاكتشاف حالتها، فضلا عن أجهزة خاصة للأشعة فوق البنفسجية يمكن لها إظهار الأشكال الزخرفية التي تظهر بألوان فوسفورية عند تعريض العملة الورقية للأشعة، وهي إحدى العلامات الأمنية التي يصعب تزويرها. وأكد مدير إدارة الخزينة والإصدار في مؤسسة النقد وليد السيال، أن المؤسسة تسعى لإيصال المعلومة الصحيحة حول الطريقة المثلى لفحص الورقة النقدية من قبل المتداولين، رافضا في المقابل الإفصاح عن حجم حالات التزوير التي تعرض لها الإصدار. وقال السيال "جميع القطاعات المعنية في المملكة تعمل ليلا ونهارا لحماية العملة من العبث والتزوير"، معتبرا أن البنوك المحلية تعد خط الدفاع الرئيسي الذي تعتمد عليه المؤسسة لإيقاف وضبط أي عملة مزورة. في هذه الأثناء، أوضح خبير الطباعات الأمنية للعملات النقدية جون هاسلوب في محاضرة ألقاها أمس، أن طرق التزييف الذي يعد جريمة دولية بدأت تتطور مع تطور التقنيات، وخاصة في أساليب طباعة العملات المزورة التي باتت تعتمد على نمط الطباعة الرقمية، مشيرا إلى أن بعض المنظمات الإرهابية، وعصابات المخدرات تقوم بتزييف العملات للحصول على التمويل. وبين هاسلوب أن العملتين السعودية والقطرية تعتبران من أكثر العملات التي تحوي علامات أمنية على مستوى العالم، يصل مجموعها إلى 21 علامة أمنية، فيما تعد العملة الكويتية الأقل من حيث احتوائها للعلامات الأمنية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى 12 علامة فقط، وكذلك الأمر للدولار الأمريكي الذي يعد من أقل العملات الرئيسية في العالم احتواء للعلامات الأمنية بواقع 10 علامات أمنية، مقابل 16 علامة أمنية لليورو الذي يعد من أكثر العملات الرئيسية في معدل الحماية ضد التزوير. وتشمل العلامات الأمنية التي تتضمنها العملة السعودية الجديدة حاليا، الطباعة البارزة، والرقم المائي، والشريط المعدني اللامع الذي يتضمن شعار المملكة وقيمة الفئة، وخاصية المكفوفين، والأشكال الفسفورية، وصورة الملك المائية، وخيط الأمان المتقطع وهو من أهم العلامات المائية التي يصعب تزويرها حيث يتغير لون الشريط بين الأحمر والأخضر عند إمالة الورقة تحت الضوء، إلى جانب شعار الدولة الذهبي، ووجود كتابات دقيقة يمكن رؤيتها باستخدام العدسة المكبرة