منتدى بني عزيز الرسمي من مطير - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات من كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لاتحــــــــــــزن) 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2008, 03:23 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابوقراحه

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52
المشاركات: 1,319 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
ابوقراحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوقراحه المنتدى : الواحة الإسلامية
افتراضي

أنت أرفع من الأحقاد

اسعد الناس حالاً وأشرحهم صدراً, هو الذي يريد الآخرة, فلا يحسد الناس على ماآتاهم الله من فضله, وإنما عنده رسالة من الخير ومثل سامية من البر والإحسان,يريد إيصال نفعه إلى الناس, فان لم يستطع, كف عـنهم أذاه, وانظر إلى ابن عباس بحر العلم وترجمان القرآن, كيف استطاع بخلقه الجم وسخاوة نفسه وسعة مساراته الشرعية, أن يحول أعداءه من بني أمية وبني مروان ومن شايعهم إلى أصدقاء, فانتفع الناس بعلمه وفهمه, فملأ المجامع فقهاً وذكراً وتفسيراً وخيراً, لقد نسي ابن عباس أيام الجمل وصفين, وما قبلها وما بعدها, وانطلق يبني ويصلح, ويرتق الفتق, ويمسح الجراح, فأحبه الجميع, وأصبح بحق حبر الأمة المحمدية.

وهذا ابن الزبير رضي الله عنه وهو من هو في كرم أصله وشهامته وعبادته وسمو قدره, فضل المواجهة مجتهداً في ذلك, فكان من النتائج أن شغل عن الرواية, وخسر جمعاً كثيراً من المسلمين, ثم حصلت الواقعة, فضربت الكعبة لأجل مجاورته في الحرم, وذبح كثير من الناس, وقتل هو ثم صلب {{ وكان أمر الله قدراً مقدوراً }} وليس هذا تنقصاً للقوم, ولا تطاولاً على مكانتهم, وإنما هي دراسة تاريخية تجمع العبر والعظات.

إن الرفق واللين والصفح والعفو, صفات لا يجمعها إلا القلة القليلة من البشر, لأنها تكلف الإنسان هضم نفسه, وكبح طموحه, وإلجام اندفاعه وتطلعه.


{{ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله }}

الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخراً, ان الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فساداً, وقد قيل: لاراحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم, وعدو في جلباب صديق, وقد قالوا: لله در الحسد ما أعدله, بدأ بصاحبه فقتله.

إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك, قبل أن نرحم الآخرين, لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا, ونسقي الغم دماءنا, ونوزع نوم جفوننا على الآخرين.

إن الحاسد يشعل فرناً ساخناً ثم يقتحم فيه. التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيـبـة الجميلة. بلية الحاسد أنه خاصم القضاء, واتهم الباري في العدل, وأساء الأدب مع الشرع, وخالف صاحب المنهج.

ياللحسد من مرض لا يؤجـر عليه صاحبه, ومن بلاء لا يثاب عليه المبتلي به, وسوف يبقى هذا الحاسد في حرقة دائمة حتى يموت أو تذهب نعم الناس عنهم, كل يصالح إلا الحاسد فالصلح معه أن تتخلى عن نعم الله وتتنازل عن مواهبك, وتلغي خصائصك, ومناقبك, فان فعلت ذلك فلعله يرضى على مضض, نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد, فانه يصبح كالثعبان الأسود السام لايقر قراره حتى يفرغ سمه في جسم بريء.



هيــــــــــــــا إلى الصــــــــــــلاة

{{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }}.

كان عليه السلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

وكان يقول: (( أرحنا بها يا بلال )).

ويقول: (( جعلت قرة عيني الصلاة )).

إذا ضاق الصدر, وصعب الأمر, وكثر المكر, فاهرع إلى المصلى فصل.
إذا أظلمت في وجهك الأيام, واختلفت الليالي, وتغير الأصحاب, فعليك بالصلاة.

كان النبي عليه السلام في المهمات العظيمة يشرح صدره بالصلاة, كيوم بدر والأحزاب وغيرها من المواطن. وذكروا عن الحافظ ابن حجر صاحب " الفتح " انه ذهب إلى القلعة بمصر فأحاط به اللصوص, فقام يصلي, ففرج الله عنه.

وذكر ابن العساكر وابن القيم: أن رجلاً من الصالحين لقيه لص في إحدى طرق الشام, فأجهز عليه ليقتله, فطلب منه مهله ليصلي ركعتين, فقام فافتتح الصلاة, وتذكر قول الله تعالى:{{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه }}. فرددها ثلاثاً, فنزل ملك من السماء بحربة فقتل المجرم, وقال: أنا رسول من يجيب المضطر إذا دعاه.

وان مما يشرح الصدر, ويزيل الهم والغم,الصلاة على الرسول عليه السلام. {{ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }}.
صح ذلك عند الترمذي: أن أبي كعب رضي الله عنه قال: يارسول الله, كم أجعل لك من صلاتي؟
قال: (( ما شئت )) قال: الربع؟ قال: (( ماشئت وان زدت فخير)) قال: الثلثين؟ قال: (( ماشئت وان زدت فخير)) قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (( إذن يغفر ذنبك, وتكفى همك )).

وهنا الشاهد, إن الهم يزول بالصلاة والسلام على سيد الخلق: (( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )). (( أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة, فان صلاتكم معروضة علي )). قالوا: كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟- أي بليت- قال: (( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)). إن للذين يقتدون به عليه السلام ويتبعون النور الذي انزل معه نصيباً من انشراح صدره وعلو قدره ورفعة ذكره.

يقول ابن تيمية:أكمل الصلاة على الرسول عليه السلام هي الصلاة الإبراهيمية: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد.



الصحة والفراغ واغتنامهما في طاعة الله


ينبغي إلا تضيع صحة جسمك, وفراغ وقتك, بالتقصير في طاعة ربك, والثقة بسالف عملك, فاجعل الاجتهاد غنيمة صحتك, والعمل فرصة فراغك, فليس كل الزمان مستعدا ًولا مافات مستدركا ً, وللفراغ زيغ أو ندم, وللخلوة ميل أو سيف.

وقال عمر بن الخطاب: الراحة للرجال غفلة , وللنساء غلمة.

وقال بزرجمهر: إن يكن الشغل مجهدة, فالفراغ مفسدة.

وقال بعض الحكماء: إياكم والخلوات, فإنها تفسد العقول, وتعقد المحلول.

وقال بعض البلغاء: لا تمض يومك في غير منفعة, ولا تضيع مالك في غير صنيعة, فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع, والمال أقـل من أن يصرف في غير الصنائع, والعاقل أجل من أن يفني أيامه فيما لا يعود عليه نفعه وخيره, وينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه وأجره .

وأبلغ من ذلك قول عيسى ابن مريم, عليه السلام: البر ثلاثة: المنطق, والنظر, والصمت, فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا, ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها, ومن كان صمته في غير فكر فقد لها.


اطرد الملـل من حياتك


إن من يعش عمره على وتيرة واحدة جدير إن يصيبه الملل, لان النفس ملولة, فان الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة, ولذلك غاير سبحانه وتعالى بين الأزمنة والأمكنة, والمطعومات والمشروبات, والمخلوقات, ليل ونهار, وسهل وجبل, وابيض وأسود, وحار وبارد, وظل وحرور, وحلو وحامض, وقد ذكر الله هذا التنوع والاختلاف في كتابه: {{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه }} , {{ متشابه وغير متشابه}} ,{{ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها}}.
وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام, لأنهم أداموا أكله : {{ لن تصبر على طعام واحد}}.
وكان المأمون يقرأ مرة جالساً, ومرة قائما ً, ومرة وهو يمشي, ثم قال: النفس ملولة:{{ الذين يذكرون الله قيما ً وقعودا ً وعلى جنوبهم}}.
ومن يتأمل العبادات, يجد التنوع والجدة, فأعمال قلبية وقولية وعملية ومالية, صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد, والصلاة قيام وركوع وسجود وجلوس, فمن أراد الارتياح والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع في عمله, واطلاعه وحياته اليومية, فعند القراءة مثلاً ينوع الفنون, مابين قرآن وتفسير وسيرة وحديث وفقه وتاريخ وأدب وثقافة عامة, وهكذا, يوزع وقته مابين عبادة وتناول مباح, وزيارة واستقبال ضيوف, ورياضة ونزهة, فسوف يجد نفسه متوثبة مشرقة, لأنها تحب التنويع وتستملح الجديد.




منقول للفائده












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابوقراحه   رد مع اقتباس