تتجه أنظار الرياضيين السعوديين والخليجيين والعرب مساء اليوم إلى ملعب الأمير عبدالله الفيصل لمتابعة ديربي جدة الكبير الذي سيجمع فريقي الأهلي والاتحاد الذي جرى تقديمه من الجولة الثامنة نظراً لارتباط الأهلي باللعب أمام النصر في نهائيات دوري أبطال الخليج لكرة القدم. يخوض الأهلي هذه المواجهة برصيد متوسط من النقاط (8 نقاط) وهو رصيد بطبيعة الحال لا يتفق مع قوة وسمعة الفريق الأهلاوي الذي يعتبر من أكثر الفرق استعداداً ودعماً لصفوفه الدفاعية والهجومية بعدد كبير من اللاعبين المحليين علاوة على الثلاثي الأجنبي. ويحتل الأهلي المركز السادس بين فرق الدوري إثر تعثره في مباراة واحدة أمام النصر وتعادله في مباراتين أمام أبها والهلال وفوزه في مباراتين على كل من الشباب ونجران وسيسعى نجومه لتحسين صورة فريقهم وإرضاء جماهيره عن الاخفاقات السابقة بالفوز على الاتحاد وتحاشي الخسارة والخروج بالتعادل على أقل تقدير. وفي الجانب الآخر نجد أن وضع الاتحاد هو أفضل حالاً من الأهلي إذ أنه يتربع على مركز الصدارة منذ الجولة الأولى بأكبر رصيد من النقاط بين فرق الدوري (14 نقطة) إثر انتصاراته القوية والمتتالية على كل من الرائد والوطني والحزم والشباب والتي شوهها تعادله أمام النصر في الجولة الرابعة. ويأمل عشاق ومحبو النادي العميد أن تواصل كتيبة النمور تسجيل المزيد من الانتصارات على الجار الأهلي التي كانت آخرها في الموسم الماضي 1428ـ 1429هـ عندما تمكن الاتحاد من الفوز ذهابا بهدفين سجلهما الغيني كيتا ومحمد نور وإيابا بهدف وحيد سجله الحسن كيتا. وتؤكد لغة الأرقام أن الاتحاد والأهلي يتبادلان التفوق في النواحي الهجومية والدفاعية فالعميد يتفوق (هجوما) على القلعة فقد استطاع لاعبوه أن يسجلوا 14 هدفاً في جولات الدوري الماضي مقابل 5 أهداف سجلها لاعبو الأهلي في مرمى المنافسين وفي الجانب الآخر يتفوق الأهلي (دفاعا) فشباكه لم تستقبل سوى 3 أهداف فيما احتضنت شباك الاتحاد 5 أهداف ولاشك أن قوة الدفاع الأهلاوي ربما وبنظرة سريعة لخطوط الفريقين نجد أن هناك تقارباً في حراسة المرمى بوجود حارسين خبيرين كمبروك زايد وياسر المسيليم ويستمر هذا التشابه إلى حد كبير في خطي الدفاع مع تفوق عناصر الدفاع الاتحادي في عامل الخبرة بوجود المنتشري والمولد والصقري مقارنة بالثلاثي الأهلاوي عبدربه ومعيزة والهزازي ولكن الدفاع الأهلاوي يتميز بالتنظيم الجيد وهو ما يفتقده دفاع الاتحاد. كما يتفوق الاتحاد في خط الوسط على الأهلي بوجود رباعي قوي ومؤثر في أداء ونتائج الفريق يقوده قائد الفريق محمد نور الذي يجمع بين صناعة اللعب وتسجيل الأهداف كما يتفوق الاتحاد في خط الهجوم بوجود الثنائي العربي عماد متعب وهشام بوشروان اللذين سجلا إلى جانب نور 13 هدفاً في مرمى الفرق الأخرى بعد أن تكفل صالح الصقري بتسجيل الهدف الـ 14. وبغض النظر عن لغة الأرقام وعناصر التفوق الأنفة الذكر فلقاءات الأهلي والاتحاد لا تخضع للمقاييس الفنية في ظل حساسية المواجهة التي تجمع بينهما والتي ربما تؤثر على الأداء الفني للاعبين وتجعل الأقل قوة هو الرابح والمرشح للفوز هو الخاسر. وكل المعطيات والمؤشرات التي شاهدناها على أرض الواقع في جولات الدوري الماضية تؤكد أن الاتحاد سيكون هو الأقرب للفوز عطفا على قوة وتكامل وانسجام صفوفه مقارنة بالأهلي الذي سيعاني هجومه من غياب هدافه القوي مالك معاذ بسبب الإصابة. وأخيرا نقول ربما يكون للأهلي كلمة قوية في هذه المواجهة إذا نجح دفاعه المنظم في إغلاق جميع المنافذ أمام هجوم الاتحاد وحال دون وصول نور وبقية النمور لمرمى الحارس ياسر المسيليم وأعطى بالتالي الضوء الأخضر لخط الهجوم الذي يقوده الراهب في الوصول لمرمى مبروك عن طريق الهجمات المرتدة السريعة فهل يفعلها الأهلي ويوقف مسيرة الانتصارات الاتحادية أم يواصل قطار العميد مشواره ويقتطف من الأهلي ثلاث نقاط ويرفع رصيده إلى 16 نقطة؟