البوعينين: منح أسهم مجانية في الاكتتابات جزء مهم من استراتيجية مكافحة الفقر السعودية.. دعوات لتخصيص أسهم مجانية للفقراء في اكتتاب مصرف "الإنماء" شرطٌ غير كافٍ على مرحلتين أقل تكلفة وأعم نفعا مقارنات عابرة الرياض - نضال حمادية خلط منح أسهم مجانية في بنك جابر الكويتي أوراق التوقعات بالمطالبات بالشائعات في الشارع السعودي، دافعا الحديث عن إمكانية تطبيق نفس الإجراء بحق مصرف "الإنماء" إلى واجهة الاهتمامات، لاسيما أن الخطوة الكويتية جاءت متزامنة تقريبا مع تحديد نسب وموعد اكتتاب "الإنماء" بوصفه واحدا من أكبر بنوك المملكة ومنطقة الخليج. وكانت الكويت قد أعلنت قبل أيام عن تأسيس بنك جابر الإسلامي، برأسمال يعادل 100 مليون دينار (الدولار يعادل 0.277 دينارا)، على أن يخصص 76% من أسهمه للمواطنين كمنحة مجانية توزع بالتساوي، وتغطى تكاليفها من الاحتياطي العام للدولة. شرطٌ غير كافٍ وفي بداية حديثه قال المصرفي والكاتب الاقتصادي فضل البوعينين إن قرار تحديد نسب الاكتتاب في بنك الإنماء قد اتُخذ وأصبح ساريا، ولكن هذا لا يبرر أن يقفل الباب أمام توقعاتنا بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، مستذكرا موضوع دعم السلع الذي قيل كثيرا إن الحكومة لا يمكن أن تقدم عليه لمخالفته قوانين منظمة التجارة باعتبار السعودية عضوا فيها، إلا أن الملك عبد الله أصدر قرار الدعم دون تردد. وأبدى البوعينين تحفظه على انشغال البعض بإجراء المقارنات كلما استجد حدث ما، مبينا: المقارنة الانتقائية بين مشروعات الدعم الحكومية في دولتين مختلفتين أمر لا ينبغي التعويل عليه كثيرا، على أساس أن هناك برامج دعم أخرى يفترض الإشارة إليها في إطار شامل، وليس اقتطاع أجزاء وبناء الأحكام عليها. ولفت البوعينين إلى أنه كان وما زال من أول المطالبين بتطبيق فكرة "اكتتاب الفقراء"، بحيث تشمل جميع الطروحات الأولية وليس بنك الإنماء وحده، موضحا أن "إتاحة النسبة الأكبر من أي طرح أمام الأفراد شرط غير كاف لتعميم الفائدة ما لم يقترن بدعم يتيح للمعدمين وذوي الدخل المحدود المشاركة الفعلية في هذا الطرح". وضرب البوعينين مثالا لكلامه باكتتاب "بترو رابغ" الذي عطل البعض حقهم فيه لمجرد ضيق ذات يدهم وقلة السيولة لديهم، رغم أن هذا الاكتتاب أتاح 75% من أسهمه للأفراد وهو طرح استثماري كبير من الدرجة الممتازة.