دعاء الحروف اللهم ارزقنا بالألف ألفة.. و بالباء بركة.. و بالتاء توبة .. و بالثاء ثوابا... و بالجيم جمالا.. و بالحاء حكمة.. و بالدال دليلا.. و بالذال ذكاء.. و بالراء رحمة.. و بالزاي زكاة.. و بالسين سعادة.. و بالشين شفاء.. و بالصاد صدقا.. و بالضاء ضياء.. و بالطاء طاعة.. و بالظاء ظفرا.. و بالعين علما.. و بالغين غنى.. و بالفاء فلاحا.. و بالقاف قناعة.. و بالكاف كرامة.. و باللام لطفا.. و بالميم موعظة.. و بالنون نورا.. و بالهاء هداية.. و بالواو ودا.. و بالياء يقينا.. اللهم آمين... فهل يصلح مثل هذا الدعاء ؟! وهل هو اعتداء في الدعاء ؟ أتمنى التوضيح بارك الله فيك شيخنا الجواب وجزاك الله خيراً . وبارك الله فيك هذا خِلاف هَدي النبي صلى الله عليه وسلم . وكان مِن هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء الـبُعْد عن التكلّف . كما أنه عليه الصلاة والسلام كان يُحِبّ جوامع الدعاء ويَتْرُك ما سِوى ذلك . قالَتْ عَائِشَة رضي الله عنها : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِك . رواه الإمام أحمد وأبو داود . لأن ما سـوى ذلك يدخل في التكلف ، وهو صلى الله عليه وسلم قد أُمِـر أن يقول : ( وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدعاء ليس كلّه جائزاً ، بل فيه عدوان محرم ، والمشروع لا عدوان فيه ، وأن العدوان يكون تارة في كثرة الألفاظ ، وتارة في المعاني . اهـ . كما أن الدّاعي إذا انصرف قلبه إلى صَفّ الحروف وسَجْع الكلمات انْصَرَف قلبه عن المقصد الأهم مِن الدعاء ، وهو سؤال الله تبارك وتعالى مِن فضله ، والتضرّع والافتقار إليه ، مع سؤال العبد حاجته . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة : وأما مَن دَعَا الله مُخْلِصاً لـه الدين بِدُعَاء جائز سَمِعَه الله وأجاب دعاءه ، سواء كان مُعْرَبا أو مَلْحُونا ، والكلام المذكور [من أن الله لا يَقبل دعاء مَلْحُونا] لا أصل لـه ، بل ينبغي للداعي إذا لم تكن عادته الأعراب أن لا يَتَكَلّف الإِعراب ، قال بعض السلف : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع . وهذا كما يُكره تَكَلّف السجع في الدعاء ، فإذا وقع بغير تَكَلّف فلا بأس به ، فإن أصل الدعاء من القلب ، واللسان تابع للقلب ، ومَن جَعَل هِمَّتَه في الدعاء تقويم لسانه أضْعَف تَوَجّه قلبه ، ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبِه دعـاء يُفْتَح عليه لا يَحْضُره قبل ذلك ، وهذا أمْرٌ يَجْده كل مؤمن في قلبه . اهـ . والله تعالى أعلم . الشيخ عبد الرحمن السحيم