هدف إيراني قاتل ينهي المواجهة المهمة بالتعادل ===

فرط المنتخب السعودي في فوز مستحق على ضيفه الإيراني في أولى مواجهاته في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم وانتهت مواجهته أمس بالرياض بهدف لمثله سجل للأخضر سعد الحارثي وللإيرانيين جواد نيكونام، فيما كانت ركلة الجزاء التي تجاهلها الحكم الاسترالي الكسندر هي أبرز أحداث اللقاء.
يبدو أن الأجواء الملتهبة التي سبقت هذه المواجهة بأيام كانت حاضرة حتى قبل بدء المواجهة بدقائق قليلة حينما رفض مدرب المنتخب الإيراني علي دائي تقديم قائمته الرئيسية في موعدها المحدد، واستمرت الإثارة ميدانياً وذلك من خلال الثواني الأولى من بدء المواجهة، حيث كان لاعبو المنتخب السعودي هم حاملي لواء المبادرة بواسطة ثنائي الهجوم الشاب سعد الحارثي وفيصل السلطان.
المدرب السعودي ناصر الجوهر فضل اختيار قائمة منوعة لبدء المواجهة طغى عليها اللاعبين الشباب ولم تخلو من لاعبي الخبرة حيث نال منصور النجعي ثقة الجوهر في حراسة المرمى فيما كان الثنائي رضا تكر وأسامة هوساوي في العمق وكان مركزي المساعدين لحسين عبدالغني وعبدالله الشهيل.
خط الوسط الأخضر تواجد فيه خالد عزيز وأحمد عطيف وتكفل بمهمة صناعة اللعب الثنائي عبده عطيف ومحمد الشلهوب.
هذه القائمة منحت أصحاب القمصان (الخضراء) فرصة الوصول إلى المنطقة (المحرمة) في عدة مناسبات كان أهمها وعقارب الدقائق تتجاوز الدقيقة العشرين حيث حرم الحكم الاسترالي ألكسندر المهاجم فيصل السلطان حقه المشروع في احتساب ركلة جزاء مستحقة عقب إعاقته ولم يكتف الحكم بذلك بل منح السلطان بطاقة صفراء وقف الجمهور الغفير لها دهشة واستياءً.
السلطان كان رده سريعاً عقب الحادثة السابقة وذلك بدقيقتين فقط وتحديداً في الدقيقة (22) حينما تلقى تمريرة واجه بها الحارس الإيراني وسددها قوية زاحفة منعها جسد الحارس من الوصول إلى شباكه.
ويبدو أن السلطان وصل إلى قناعة بعدم ارتفاع مستوى حظه أمام المنتخب الإيراني لذلك تحوّل إلى صناعة اللعب وأفلح في شن هجمة من الجهة اليمنى بمعاونة عبدالله الشهيل الذي توغل وأرسلها إلى المتمركز بشكل مثالي سعد الحارثي الذي حوّلها بيمينه داخل المرمى الإيراني هدفاً سعودياً أول منح الكثير من الاطمئنان لدى أصحاب الأرض وأنصارهم.
الوصول إلى مرمى منصور النجعي كان خجولاً إن لم يكن في مناسبتين فقط كان صوت النجعي هو الأعلى أمام تسديدة نيكونام الخطرة فيما ذهبت الكرة الخطرة الثانية إلى جهة المدرجات المكتضة.
الحظ واصل وقوفه ضد السلطان الذي تحصل على فرصة جميلة جداً مررها عبده عطيف بذكاء كبير وسط انشغال مدافعي الضيوف بمناقشة الحكم لكن تسديدة السلطان اليسارية مرت بمحاذاة القائم الأيسر فرصة هدف سعودي ثاني لم يجد معها الحكم مزيداً من الوقت ليعلن نهاية الحصة الأولى بتقدم سعودي بهدف وحيد.
الحصة الثانية شهدت مواصلة (الأخضر) ما بدأه وكاد الحارثي الذي أقلق الإيرانيين في الوسط والهجوم أن يضيف هدفاً أخضراً ثانياً وتحديداً في الدقيقة (50) والتي تلقى فيها عرضية جميلة من الشلهوب حولها برأسه جميلة تجاوزت العارضة الإيرانية بقليل.
الحارثي عاد من جديد وأهدى (الأخضر) خطأً مهماً مقابل المنطقة (المحرمة) للضيوف تقدم لها الشلهوب وأرسلها جميلة تصدى لها الحارس بصعوبة بالغة وأنهى خطورتها.
الدقيقة (63) شهدت تعالي هتافات الجماهير لتطالب بتبديل فيصل السلطان في ظل عدم قدرته على هز الشباك وعناد الحظ له رغم مجهوده الفني الوافر حيث تحصل على فرصة في مكان مميز أمام المرمى الإيراني سددها بشكل خجول بعيداً عن شباك الإيرانيين.
المدرب السعودي ناصر الجوهر تنبه إلى وجود فراغ في المحور الدفاعي في ظل نفاذ لياقة خالد عزيز الذي قدم عطاءاً وافراً في منتصف الملعب لوحده ودفع بعمر الغامدي ليقف إلى جوار عزيز وليخرج الشلهوب.
وشهدت الدقيقة (69) نهاية فرص الجوهر للسلطان بعد أن طوح بفرصة جميلة أمام المرمى بعيداً عن مكانها المنتظر لترفع اللوحة الإلكترونية إيذاناً بدخول ياسر القحطاني بديلاً عن المجتهد فيصل السلطان.
وكادت الدقيقة (72) أن تشهد تعديل الكفة للإيرانيين حيث تعاون الثنائي النجعي وعبدالغني في إنهاء خطورة رأسية نيكونام وبشكل نهائي وتحويلها إلى ركلة زاوية.
مدرب إيران دائي تحرك ودفع بتبديلين دفعة واحدة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونجح هذا الإجراء في تواجد الإيرانيين في الملعب السعودي بشكل أكثر، ومرت بعض الهجمات الخطرة برداً وسلاماً على مرمى النجعي.
الدقيقة (80) كانت هي موعد التعديل الإيراني بعد ارتباك سعودي في خط الدفاع جهة عبدالغني تحولّ إلى ركلة زاوية لم تنته إلا بمعانقة الشباك عقب رأسية نيكونام الذي ترجم أدائه الرفيع بهدف التعادل وسط غفلة من لاعبي المنتخب السعودي.
الدقائق المتبقية لم تشهد محاولات تصل إلى مرحلة الخطورة القصوى باستثناء كرة ياسر الجميلة التي هيأها لنفسه بشكل جميل وأرسلها بيسراه نجح الحارس الإيراني في تحويلها إلى ركلة زاوية بصعوبة.
الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة كانت هي آخر الفرص حيث تحصل (الأخضر) على ركلة حرة في منطقة مميزة طوح بها عبده عطيف بعيداً عن المرمى ليعلن الحكم النهاية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.