رئيس رابطة الابل العالمية : ما يُصرف على أبحاث الإبل أقل بكثير من نفقات المهرجانات والجوائز

شغلت الإبل أكاديميين سعوديين وخليجيين، التقوا في محافظة الأحساء أول من أمس، ضمن «الملتقى العلمي الأول عن مستقبل البحث العلمي في الإبل». وفيما أقر رئيس رابطة الإبل العالمية عميد كلية الزراعة في جامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتور غالب الحضرمي، بأن «ما يُصرف على البحوث العلمية المتعلقة بهذه الثروة وتطويرها، لا يساوي شيئاً أمام ما يُصرف عليها في المهرجانات والجوائز». قال مدير جمعية علوم الحياة السعودية الدكتور إبراهيم عارف، ان «علماء وباحثين واختصاصيين في الإبل، اكتشفوا أجساماً مناعية دقيقة، وصفات وخصائص علمية وفسيولوجية تتمتع بها الإبل، قد يُستفاد منها في علاج عدد من الأمراض المزمنة والمستعصية في الإنسان»، مؤكداً أن ذلك «يتطلب منا المزيد من الأبحاث المتخصصة، التي لا بد أن تلاقي دعماً وتمويلاً لحماية هذه الكائنات من الأوبئة وزيادة إنتاجها»، في إشارة إلى ما تعرضت لها قطعان إبل في مناطق عدة من السعودية من أوبئة وأمراض أدت إلى نفوق أعداد كبيرة منها خلال العامين الماضيين.
ونظم الملتقى، الجمعية السعودية لعلوم الحياة، في فندق «انتركونتيننتال الأحساء»، برعاية مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف الجندان، وفي حضور علماء وأكاديميين واختصاصيين والجمعية السعودية البيطرية، ومنظمة «الفاو العالمية»، واللجنة الخاصة بتطوير قطاعي الإبل والأغنام في المملكة، ومدينة «الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية»، ومهتمين في هذا المجال.
وحثّ عارف على أهمية «تحديد خطط تفعيل التعاون البحثي بين الهيئات والمنظمات المحلية والدولية، بما يعود بالنفع على مربى الإبل والمهتمين بها، لاسيما في مجال تغذيتها، وتوفير بدائل أعلاف متوازنة ومتكاملة، ما يزيد من متانة العلاقة بين مراكز البحوث وهذه الشريحة من المواطنين».
واعتبر المنسق العام للملتقى مدير مركز أبحاث الجمال الدكتور عادل آل الشيخ مبارك، الإبل «أهم الثروات الحيوانية المستقبلية لهذه المنطقة وللأجيال المقبلة»، مشيراً إلى أن مسؤولية الحفاظ عليها «تقع كاملة على عاتق هذه البلاد، في ظل عدم تطوير هذه الثروة من البلدان الأخرى المتقدمة». وأوضح أن الهدف الأساس لهذا اللقاء هو «الوصول إلى رؤية ومنهجية أكثر عمقاً وشمولية، يتم من خلالها رسم خطط للأبحاث المستقبلية، والالتزام بها إدارياً وبحثياً، للحصول على نتائج إستراتيجية متميزة ومرموقة على نحو يلبي الطموحات والآمال».
وأبان الحضرمي، أنه «لا توجد أبحاث موضوعية كثيرة في مجال الإبل، وأن غالبية ما يُنشر من الأبحاث هو من اجتهادات فردية تفتقد النظرة والخطة المستقبلية»، لافتاً إلى أن «على وزارات التعليم العالي، أن تدعم البحوث كافة المتعلقة بالإبل بعشرات الملايين، لوضع الإبل في المكانة التي تستحقها، ومتابعتها صحياً وغذائياً». وأشار إلى «تحديات وفرص للحفاظ على مستقبل الإبل، ولا بد من تقديم الجودة في البحث، بالشراكة مع الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية». وقال: «الإمارات بدأت في تفعيل هذه القرارات من حيث انتهى الآخرون، وكانت النتائج جيدة، لاسيما بعد وصول هذا التعاون إلى المؤسسات الأجنبية في أوروبا».
من جهته، أكد وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور عبد الرحمن المعقل، «ضرورة التعاون والتنسيق للاستفادة المثلى مما لدينا من موارد مالية وبشرية وتجهيزات علمية، التي هي وإن عظمت، تبقى محدودة، مقارنة بحجم المسؤوليات الأخرى. كما يتطلب منا إيجاد رؤية واضحة ومحدودة لما هو مطلوب منا القيام به من أبحاث علمية في المرحلة المقبلة، ليتم من خلالها تحديد الأولويات البحثية»، مشدداً على ضرورة «إشراك كليات الطب والصيدلة والعلوم والاقتصاد وغيرها من العلوم المهمة، في العملية البحثية والتجارب العلمية للخروج بنتائج وأفكار جيدة، تصب في مصلحة البحوث الحديثة. كما نتطلع إلى أن يركز البحث العلمي على مواضيع كالإنتاجية والتكاثر، والأمراض، والوراثة، والألبان واللحوم، على أن تكون هناك بحوث عن أنواع الإبل التي تُستخدم لأغراض اجتماعية، مثل سباق الهجن والمزايين».


أوراق العمل

وتناولت الورقة الأولى في الملتقى «واقع أمراض الإبل في المملكة ومسبباتها»، التي قدمها الدكتور منصور فارس. فيما تناولت الورقة الثانية «واقع إنتاج الإبل ومعوقات تنميتها»، للدكتور تاج السر حامد، الذي تحدث عن «المعوقات التي تواجه تنمية الإبل، كتغير الظروف الاجتماعية، وعزوف نسبة كبيرة من المربين عن تربية هذه الثروة، بسبب الهجرة إلى المدن، وقلة المراعي الطبيعية، وكذلك المعوقات الاقتصادية، إذ يتسم نظام تربيتها حالياً بالتقليدية، وعدم مواكبة التقنيات الحديثة في التربية والرعاية والإنتاج والتسويق. كما لا يزال النظام المستخدم منذ مئات السنين هو السائد حتى الآن، بسبب قلة الأبحاث والتقنيات الحديثة، وإن توافرت بعض المعلومات الحديثة، فهي لا تحقق الضمان الكافي للمستثمرين، ما أدى إلى عدم الاستثمار المناسب في تنمية هذه الثروة».
فيما استعرضت الورقة الثالثة «إنتاج وصناعة ألبان الإبل»، للدكتور سعيد باسماعيل. وكانت الورقة الرابعة عن «التقنيات الحديثة في تشخيص أمراض الإبل»، للدكتور مختار أبو سمرة. وتحدث الدكتور فهد الملحم في الورقة الخامسة عن «مستقبل اقتصاديات أعلاف الإبل في المملكة، ومشكلاتها الحالية لناحية ارتفاع أسعارها، وضرورة البحث عن بدائل تغذوية أخرى». وألقى الدكتور مرزوق العكنة الورقة السادسة عن «التقنيات المتقدمة في تكاثر الإبل». وأوضح الدور الذي يُمكن أن تلعبه هذه التقنيات في تطوير وتكاثر هذه الثروة. وتناولت الورقة السابعة «المشكلات الدوائية في الإبل، والنظرة المستقبلية»، وقدمها الدكتور عبد القادر حميدة.
وكان المحور الآخر لهذا اللقاء هو حلقة النقاش، شارك فيها اختصاصيون واستشاريون، كما تضمنت مداخلات من بعض الحاضرين، تناولت مستقبل البحث العلمي في الإبل. وتوجت هذه المناقشة بطرح وجهات نظر عن أهم المحاور العلمية التي تتعلق بهذه الثروة، وأهم الأولويات والاتجاهات البحثية الواجب اتباعها للنهوض الصحيح بها.