الاخضر يهزم قطر بهدفين لواحد

حقق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم فوزاً معنوياً مهما على شقيقه القطري بهدفين مقابل هدف خلال المباراة التي اقيمت بينهما أمس على ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض ضمن استعدادات المنتخبين للجولة الأولى للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا.
وقد قدم المنتخب السعودي مستوى فنياً متوسطاً خلال مجريات المباراة التي من المفترض أن تكون الصورة المثالية الأخيرة قبل المواجهة الرسمية أمام المنتخب الإيراني حيث اختفى النهج الفني في تحركات اللاعبين الذين اعتمدوا على مهاراتهم الذاتية برغم المعسكر الأوروبي الطويل الذي خاضه المنتخب السعودي ولعب خلاله العديد من المباريات التحضيرية لرسم مجموعة من الخطط الكروية التي قد يحتاجها المدرب في مباريات مصيرية مقبلة إلا أن التبديلات وبالذات التي عمدت لإضاعة الوقت وضعت أكثر العلامات الاستفهامية أمام قناعة الوسط الرياضي بما قدمه المنتخب في مباراة البارحة، وتساءلت الجماهير السعودية التي تابعت أداء المنتخب: هل يخفي الجوهر ما هو أفضل أمام المنتخب الإيراني في السادس من رمضان؟

الشوط الأول
دخل المنتخب السعودي بتشكيلة مكونة من منصور النجعي في حراسة المرمى وعبدالله شهيل ورضا تكر وأسامة هوساوي وعبدالله الزوري في خط الدفاع وخالد عزيز وأحمد عطيف ومحمد الشلهوب وعبده عطيف في خط الوسط وتواجد في خط المقدمة الثنائي سعد الحارثي وفيصل السلطان، في حين مثل المنتخب القطري كل من عبدالعزيز علي في حراسة المرمى وفي خط الدفاع مصطفى محمد وطلال البلوشي وماركو وعبدالله كوني وسعد الشمري قائد المنتخب ورجب حمزة ومجدي صديق وسلمان مصبح في خط الوسط وسبستيان وإبراهيم خلفان في المقدمة.
بدأ الشوط الأول بداية هجومية للمنتخب السعودي معتمداً على انطلاقات عبدالله شهيل وعبدالله الزوري من الأطراف وتحركات عبده عطيف ومحمد الشلهوب اللذين شكلا مصدر إزعاج كبير للدفاع القطري، استمرت دقائق هذا الشوط باستحواذ المنتخب السعودي على الكرة ولكن دون تشكيل خطورة تذكر، في المقابل كان الأرجواني فاسوتي مدرب العنابي يعتمد على تكثيف منطقة الوسط التي تواجد بها خمسة لاعبين مع إقفال المنطقة الخلفية مما شكل عائقاً كبيراً أمام لاعبي الأخضر في الوصول لمرمى المنتخب القطري.
وتمضي دقائق الشوط وسط سيطرة سعودية مطلقة ولكن دون تشكيل أية خطورة على مرمى عبدالعزيز علي حارس المنتخب القطري على الرغم من الهجمات المتتالية التي شنها لاعبو الأخضر ولكنها تفشل أمام تماسك الدفاع القطري والذي تواجد فيه اللاعب المخضرم عبدالله كوني وماركو اللذان شكلا قوة ضاربة في مواجهة الهجوم السعودي ولكن تلك القوة لم تصمد طويلاً إذ قبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة وعند الدقيقة (44) يحتسب حكم المباراة البحريني جاسم محمود خطأ لمصلحة سعد الحارثي الذي مرر كرة سريعة للمتميز عبده عطيف الذي راوغ المدافع القطري بمهارة فائقة وبطريقة برازيلية يسدد الكرة قوية على يسار عبدالعزيز علي حارس المنتخب القطري لتسكن الكرة الشباك كهدف رائع توج به التفوق السعودي خلال مجريات الشوط الأول الذي لم يستمر طويلاً بعد الهدف ليطلق حكم المباراة صافرة النهاية معلناً تقدم الأخضر بهدف دون مقابل.

الشوط الثاني
دخل لاعبو المنتخب القطري الشوط الثاني وهم يأملون في التعويض وتسجيل هدف التعادل لمنتخبهم اتضح ذلك جلياً في أداء العنابي الذي اختلف تماماً في الشوط الثاني واستطاع فوساتي مدرب قطر أن يغير من طريقته بدفعه للمهاجم سبستيان سوريا إلى الأمام بجوار خلفان إبراهيم وخلفهما سعد الشمري لتكثيف الهجمات القطرية وبالفعل كان له ما أراد عندما استطاع مهاجموه تهديد مرمى منصور النجعي بأكثر من كرة خطرة.. أمام ذلك لم يكن أداء المنتخب السعودي مقنعاً في نصف الشوط الثاني وكانت الكرات المقطوعة والمهدرة ميزة اللاعبين وسط استنكار الجماهير السعودية في الفتور الذي صاحب أداء اللاعبين واختلاف مستواهم عن الشوط الأول واستطاع المنتخب القطري أن يفرض سيطرته على وسط الملعب وامتلك لاعبوه زمام الأموربعد نزول اللاعب سيد بشير الذي أحدث نقلة نوعية في الأداء الهجومي للعنابي والذي استطاع أن يواصل الضغط الهجومي حتى تمكن من تعديل النتيجة وتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 67 من اللاعب إبراهيم ماجد الذي سدد كرة أرضية زاحفة من على بعد 40 ياردة لتستقر في شباك منصور النجعي الذي حاول معها ولكن دون جدوى بعد هذا الهدف استمر القطريون في شن الهجمات المتتالية على المرمى السعودي وأضاع سبستيان فرصة خطرة عند الدقيقة 70 بعد كسر مصيدة التسلل ولكن بسالة رضا تكر والذي كان أحد نجوم المباراة حالت دون إكمالها في المرمى.
ووضح جلياً انخفاض أداء لاعبي الوسط عبده عطيف ومحمد الشلهوب مما كان أثره واضحاً مما حدا بالجوهر إلى توجيه اللاعبين بالحركة والاندفاع إلى الأمام وخاصة ظهيري الجنب عبدالله شهيل والزوري والتي من إحداها استطاع شهيل أن ينطلق بكرة سريعة إلى الأمام ليلعبها عرضية داخل منطقة الجزاء ينقض عليها المهاجم الواعد فيصل السلطان بصدره مسجلاً الهدف الثاني للمنتخب السعودي في الدقيقة 73 بعد هذا الهدف الذي أدخل الاطمئنان للاعبي الخضر قام الجوهر بإجراء التغيير الأول باخراجه لمحمد الشلهوب الذي وضح عليه الإرهاق في الشوط الثاني وأدخل بديلاً عنه عمر الغامدي ليقوم بمهام دفاعية ومراقبة سبستيان الذي شكل ازعاجاً كبيراً لمدافعي المنتخب كما أخرج عبدالله شهيل وأدخل العائد لصفوف المنتخب أحمد البحري وكانت الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت تبادل الهجمات بين الطرفين وإن كانت هجمات المنتخب القطري أكثر خطورة ولكن صافرة الحكم البحريني جاسم محمود كانت تتأهب للانطلاق لتعلن فوز المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف في آخر لقاءات الفريقين الودية قبل تدشينهما التصفيات النهائية الأسبوع المقبل.