زاوية النقد

ودعتهم قالوا نشوفـك علـى خيـر
ودعتهم وجـروح قلبـي وساعـي
ودعتهم واقفيت مقوى على السيـر
والعيـن للـدار العزيـزه تـراعـي
دارٍ بهـا تلقـى الوجيـه المسافيـر
اللـي مفارقهـم يزيـد التيـاعـي
ربعٍ لهم بالقلـب حشمـه و تقديـر
تقدير من قلبـي ولاهـو صناعـي
هم مسندي لن جامن الوقت تقصير
هم راس مالـي فالظلايـم شعاعـي
لي حال معهم واصبحت دونهم غيـر
في دار (؟؟؟؟) نايـم الهـم ياعـي
ودي بقرب الدار ميـر البـلا ميـر
ودي وحكم الشغـل يلـوي ذراعـي
و الرزق عند اللي رزق تايه الطيـر
مكتـوب فيهـا لقمتـي وانتفاعـي
هذا القدر والله كتـب لـي مقاديـر
لاشـك مانـي للمقاديـر راعــي
ليت الزمن يِدهن وندهن لـه السيـر
وليت ألإجـآزات الطويلـه تباعـي
ودعتهم وآقـول يالله عسـى خيـر
يالله عسى عقب الفـراق إجتماعـي

-----------------------------------------------------------------------


بلاشك قصيدتك جميله ولكن لاغنى عنها من النقد فالنقد يبرز مواطن الجمال بالقصيده

يتضح أن الوايلي في هذا النص يصارع الزمن ويتنبأ بالمستقبل المؤلم، ويهيء نفسه لفقد(معشوقته) من خلال موقفٍ ما ربما كانت بسبب ظروف عمله فعزفَ لنا منظومةً متكاملة تضمنت المرور على الذكرى ولم تخل من الأوصاف الحسية والروحية (لديرة المعشوقة) كما تضمن النص الإستهلال باخباره لنا انه فارقهم

النص هنا عاطفي وجداني بحت ولم يكتف الوايلي بالنظر بمنطقية إلى الأشياء، بل تجاوزها ليخلق منطقاً آخر يتناسب وأجواء العاطفة الخيالية، ويتضح ذلك جلياً في التراكيب المستمدة من فكر الوايلي وثقافته اللتي تحيط به.

من خلال صياغة الوايلي للقصيدة، ندرك أنه استخدم أفكاراً واضحة، ولا تحتاج من المتلقي عصر عقله و تفكيره ليصل إلى معنى غير ظاهر ومبطن، ولم يخفِ الشاعر خلف لغته السلسة أي رموز مبهمة لأفكار غير واضحة.

النص بالكامل لم يضطرب الوايلي في توصيل فكرته للمتلقي، ولم يكن هناك خطأ أو إبتعاد عن المنطق اللغوي لها، ولكن تخللته بعض الدلالات اللتي أطفأت ولو القليل من (المتعة الفكرية) لدى المتلقي.

كانت ألفاظ الوايلي مناسبة جداً وغير منمقة أو مغصوبة على أحاسيسه في عموم النص، فنجد أنه لحظة الرقة يختار اللفظ المناسب لها ولحظة الإنفعال يختار ما يناسبها وكذلك لحظة التأمل في تفاصيل وضعه مع قصته وديرة المعشوقه

موضوع النص ذاتي وبالتالي لا يحتاج للكثير من الإيحاءات ولكن قام الوايلي بمـواراة بعض الحقائق عن العذال والحساد تحت غطاء الإيحاء اللفظي، في قوله(دارٍ بهـا تلقـى الوجيـه المسافيـر
اللـي مفارقهـم يزيـد التيـاعـي)

هذه القصيده كل ما أعرفه أني وقفت طويلاً مندهشه ومنبهره من التمكن اللغوي وقوة الحبك لدى الوايلي، بسهولة ألفاظها وبعد معانيها وانعكاس الصورة وعمقها.

الى الامام اخي الوايلي

قراءته بمنظور نقدي

فجر